عادة ما اتوقف عن كل راغبي النصح، الراغبين في الحصول على نصيحة للسعادة خصيصًا، فيما يتعلق بالظروف المحيطة وما يتعلق بالعالم الخارجي عامة، فلا أجد نفسي إلا أن اقول توقف عن البحث في السعادة خارجك يا صديق، محاولة تجميل الواقع الذي نعيشه لتشعر معه بالسعادة لا أظنها ستفلح

أظن أن التكنولوجيا خدعتنا وخذلتنا واقنعتنا أن الحياة اختلفت عن السابق، اقنعتنا أن الامور اختلفت وتوقفت الحروب ونحن الآن في عصر جديد وقرية صغيرة، نبحث عن الإنسان لا عن الاستعمار! نتعايش بإنسانية ونضع قوانين تحمينا كبشر وتساهم في تقليل عنصريتنا! نرى عوالم جديدة وبلاد لن نستطيع ظارجلنا أن تطأها، وبحار وأنهار ومعالم أثرية نتزوق جمالها ونتطلع لزيارة تلك الأماكن يومًا، لا أريد أن احبطك ولكن أود ان اخبرك أن التكنولوجيا اعطتنا جرعة زائفة من السعادة! خيلت لنا أنا العالم فعلًا قد بدأ يتصالح مع إنسانيته، لكنك مع كل خطوة ستتفاجأ بوضع جديد وسقطة إنسانية جديدة لم يكن لها وجود من قبل!

هذه خدعة، وستجد الاستعمار يحيط بك من كل جانب، ليس الاستعمار العسكري بل الاستعمار الفكري واليأس والاحباط، والسباق اللا منتهي عن تحصيل الرفاهيات والماديات! ستجد نفسك في سباق لم تختر حتى أن تخوضه، سباق لتنافس أحسنهم شهادة وأحسنهم وظيفة، وأعلاهم مالًا، وأجملهم أطفالهم، وأرقاهم مسكنًا، والقائمة لن تنتهي.

كنت مثلك يومًا ما وانهارت رؤيتي عن الحياة ووقفت ابكي على أطلال وصراعات داخلي، ثم ادركت خطأي، أنا ابحث عن ترتيب الواقع الخارجي في حين أنني احمل أطنانًا من العوالق النفسية التي علي معالجتها فقلت لنفسي لماذا اقوم بمحاولة السيطرة على الخارج في حين أنني اترك الداخل هشَا ضعيفَا خائفَا من المستقبل والحياة!

توقف عن البحث خارجيًا يا صديق! الحل كله في الداخل، هل توافقني على هذا أم أنك تحمل طريقة أخرى للحصول على السعادة الداخلية؟