هل من الممكن أن يكون الشعور بالندم أمر مفيد؟ وهل كثرة الندم قد تكون مرض؟

الندم بغرض الحسرة شئ سيئ فكما قال القدماء أنه لايفسد البكاء على اللبن المسكوب. بينما الندم بغرض التعلم من الخطئ ومحاولة عدم تكرارها هى أمر صحى للإنسان

هل سبق وشعرت بالندم؟

أجل شعرت بهذا وكانت مرة حقيقية لدرجة أنني تمنيت أني لم أكن موجودة بدائرة الشيء الذي دفعني للتصرف ثم الشعور بالندم حتى لو كان لديه ميزات كثيرة في حياتي

ومتى يكون إيجابيا وسلبيا

أعتقد أنك بالفعل ذكرت ذلك، يكون ايجابياً في حال تعلمنا من الخطأ الذي ارتكبته، لكن في حال عدت للخطأ وهذا حصل معي وليس خطأ خطأ لكنه شعور داخلي نفسي، أثر عليّ فترة من الزمن، أدركت أنني سأندم ومع ذلك أكملت في الأمر ولهذا الوقت أقوم بالاعتذار مع لأنني آذيت دواخل أحدهم في سبيل فهم نفسي وحملته نفسي دون أن أعرف انني أفعل ذلك، وفي النهاية تراجعت.

أحياناً أشعر بالندم الدائم على حياتي ككل فأنا لست في المكان المناسب وأحياناً أندم على عدم قدرتي على الرضى، أتمنى لو أنني انساناً يرضى بسرعة ويقتنع بسرعة، لا أقصد الخروج عن ارادة وقسمة الله معاذ الله، لكن بالنسبة لنفسي أشعر أنني دائماً ما أسخط عليها وأندم على ذلك كثيراً وهنا يكون سلبياً فأنا لوقت طويل لم أتعلم بعد من التخلص بعض المشاكل والصفات التي تجعلني على أهبة دائمة للندم

وإن أصبح مرضا كيف نتخلص منه؟

خلص أنشطة جديدة، اكتشاف اهتمامات جديدة بعيدة عن تلك التي تقربك من الشعور بالندم، وهذا ما أفعله أحاول البعد عن الأمور التي تجعلني أفكر ببعض تصرفات فعلتها وأشعرتني بالندم.

يوجد أكثر من نوع من الندم ومن أفضل القصص التي سمعتها عن الندم هي لجيف بيزوس صاحب موقع امازون

في إحدى حواراته، هناك شخص سأله بعيدًا عن الكلام الخاص بالتنمية البشرية، ما هي الجرأة التي جعلتك قادر بأخذ مخاطرة بالمستوى هذا، وتضحي بحياة مستقرة في مقابل طريق مجهول .. عندما استقلت من وظيفتك من أجل مشروع أمازون

كانت اجابته تدور حول الـ " Regret Minimization framework " .. منهج تقليل الندم ..

قال، انا تخيّلت نفسي عندي 80 سنة ، وعملت نظـرة للماضي في حياتي ، وقررت اني اقلل أكثر الأشياء اللى ندمت عليها .. حالة خيالية كاملة لا يوجد بها أي نوع من الضغط العصبي او الاندفاع او الخوف ..

تخيلت الموقف ، فتأكدت اني لما يكون عندي 80 سنة ، لن اندم أبداً أني خضت هذه المحاولة تحديداً مهما كانت نتائجها .. قراءتي للموضوع صحيحة تماماً ، ثورة الانترنت حتمية ، وكنت متأكد بأني لازم اشارك فيها في هذا الوقت تحديداً ، وكنت متأكد من كل التفاصيل ..

وكنت متأكد بأني لو فشلت ، لن أشعر بذرة ندم نهائياً .. والعكس ، وصلت لمرحلة من القناعة الكاملة بأنّي سوف أعيش عمري كله ندمـان إن لم أحاول في هذا الأمر تحديداً.. وقتها فقط وجدت عملية اتخاذ القرار سهلة جداً ، وأنشأت أمازون ..

====

بعيداً عن شق البيزنس، الـ Regret minimization هذا اكثر شيء ممكن يغير حياتنا بشكل جذري للأفضل فعلاً .. سواءً في كورس جديد ، كارير شفت ، قرار زواج ، قرار سفر ، شغل جديد ، تحديد تخصصك في الكلية ، الخ ..

تركيز عقلاني كاسح على التفاصيل بكل جوانبها ، تبني بيها تصورات عن الخطوة القادمة.. وبعدين قفزة خيالية للمستقبل البعيد تتخيل نفسك لما يكون عندك 80 سنة - في اطار زمني مختلف تماماً عن اللي انت فيه حالياً - ، وتقيسه بمعيار الندم ..

أكيد فيه اخطاء ممكن تحدث.. لكن على الأقل عذا الأسلوب سوف ينفعك جداً عندما تكون بصدد قرار مصيري عاجل في حياتك .. سيرفع من مستوى العقلانية في قراراتك .. سيمنعك من الخوف اللا عقلاني ، الذي احياناً يكون سبب في فقدانك فرص تندم عليها طول عمرك ..

أو العكس ، سيمنعك من الاندفاع اللا عقلاني في أمور معينة تخليك تندم عليها طول عمرك ..

والشيطان دائماً في التفاصيل ..

كيف يعيش الإنسان دون أن يشعر بالندم؟ هل هذا ممكن؟

لا أظن أن حياةً من هذا النوع موجودة، لأنها قد تعني شخصًا تافهًا أخرقًا، تخيل شخصًا يقوم فقط بما يناسبه في تلك اللحظة ثم قد يؤدي الآخرين نفسيًا أو فعليًّا ثم لا يندم على ذلك ولو للحظة هل ستكون حياته الإجتماعية سوية؟ ثم تخيليه في حياته اليومية وهو يقوم بما يناسبه في كل لحظة لا ما ينبغي عليه فعله. نحن لا ننتج ولا نكون فعالين إلا لأننا نحاول الهروب من المشاعر السيئة أساسًا والندم واحدٌ منها.

إذن الندم هو شعور غير مفيد وغير مجدي.

عبر ما أوردته أعلاه، يبدو أني من الواضح لا أتبنى هذه الفكرة.

هل سبق وشعرت بالندم؟

كثيرًا ومنها ندمي الآن أني لا أقوم بإنجاز عملي المعلق. بخلاف هذا الندم (الذي هو وخز للضمير) ففي العادة أحاول الهروب من الندم بسرعة وفعالية. أي أني أطوي صفحة الماضي وأختم عليها كذكرى مستفيدًا من دروسها ثم أمنعها من أن تستثير في أي عواطف سلبية. هذا صعبٌ نوعًا ما لكنه مفيدٌ جدًّا. أتذكر الآن حادثة أفقدتني مالاً كثيرًا (نسبيًا إذ يقارب ما أملكه الآن بعد سنتين تقريبًا) ولا أشعر بالكثير من الندم (لأني رضيت بالحادثة كأمرٍ واقعٍ لا مفر منه ولأني تجاوزت شعور الندم بسرعةٍ حينها).

ومتى يكون إيجابيا وسلبيا؟

باختصارٍ يكون سلبيًا حين يكون مستمرًا باعثًا للكآبة ومثيرًا للمشاعر المؤذية، ويكون إيجابيًا حين يجعل المرء يصحح سلوكياته ويعوّض عن أخطائه.

بالمناسبة كنت قد سجلت حلقةً تربوية عن فائدة الشعور بالذنب عند الأطفال (بالعربية ممزوجةً بلغتي المحلية)

دائما عندما نسأل الشخص هذا السؤال ( هل سبق وشعرت بالندم؟) تجد الجواب سريعا أنا لا أندم مطلقًا، أفكر وأتخذ قراري ولا أندم على خطوة قد خطوتها.

هذه الجملة تدخل في شخصية الفرد إذا كان نرجسي فهو لن يعترف بندمه إطلاقا، خاصة وأنه يعتقد أن الندم يضعف من شخصيته وينقص من قيمته.

كيف يعيش الإنسان دون أن يشعر بالندم؟ هل هذا ممكن؟

غير ممكن، جميعنا نخطئ ونعرف هذا لكن ليس الجميع يعترف بالخطأ سواء كان مع نفسه "لأنه مقتنع بأن الندم لا فائدة منه" أو مع الناس " كما أخبرتك فوق يعتبره ضعف".

إذن الندم هو شعور غير مفيد وغير مجدي.

ليس بالضرورة أن يكون كذلك، ربما أندم على شيء وأحاول تصحيحة إذا كان قابل للتصحيح أو ربما أتفادى الوقوع في نفس الخطأ مستقبلا.

الندم الغير مجدي هو الذي يؤثر على حاضرنا أو مستقبلنا، مثلا أندم على شيء مضى وأبقى أفكر فيه وأنا ليس بيدى حيلة، لكنه يؤرقنى، هذا النوع من الندم هو الذي لا فائدة منه.

هل سبق وشعرت بالندم؟ ومتى يكون إيجابيا وسلبيا؟ وإن أصبح مرضا كيف نتخلص منه؟

نعم بالطبع، وليس مرة أو اثنين بل الكثير من المرات التي ربما لا أذكرها الآن لكننى فعلت.

يكون ايجابيا عندما تستغله لصالحه وسلبيا عندما يؤثر على حياتك ويضايق "كما ذكرت فوق".

لكن الإشكال في النقطة الأخيرة كيف يصبح الندم مرض؟ وما إسم هذا المرض؟

صحيح انه يؤرق النفس لكن ليس لدرجة أن يتحول إلى مرض إلا في حالة العيش في الماضي.

في الواقع أنا أُقاوم دائمًا فكرة الشعور بالندم مهما كبر حجم الخطأ، فالأهم بالنسبة لي هو الإعتراف بالخطأ والعمل على تصليحُه إن أمكن؛ وإن لم يُمكن فالحل هو معرفة أسباب الوقوع في هذا الخطأ لتفادي تكرارُه، فبشكل عام الندم لا يُحدث أثر إيجابي تمامًا، بل إنه يؤثر أحيانًا بشكل سلبي يجعل الإنسان لا يُحسن التصرف و التعامل مع الموقف، ويظل في دوامة الشعور بالندم حتى يصل به الأمر إلى اليأس وفقد الأمل في تخطي الموقف أو الخطأ .

كثيرا أشعر بالندم ولكن ليس لدرجة المرض.

احيانا اندم علي قرارات قد اخدتها وهذه القرارات في معظم الأوقات صحيحه ولكن الناتج كان سيئا

ولا شك أن الندم حافز قوي ع التعلم في كيفية التعامل سواء المواقف او الأشخاص.ان أصبح مرضا اظنه يحتاج إلى ثقه في النفس اكثر لان لا أحد لا يندم أضعف الإيمان ممكن ان نندم على زي اخترناه فما بالك بنمط الحياه. كيف لا يوجد ندم؟

الندم شعور جيد اذا كان في الوقت المناسب

مثلما قلت "لكن ماذا لو كان الندم حافز لمراجعة الأخطاء ومحاولة تصحيحها، فالندم على خطأ ارتكبناه قد يجعل لدينا العزيمة على عدم تكراره."

شخصيا لا اشعر بالندم لاكنني اشعر بالخوف من فعل شيء و الندم عليه مستقبلا.

أنا إنسان فالبطبع أكون قد شعرت بالندم أو ساشعر به في اللحظات التي أدرك إنها مرت دون الاستفادة منها ربما أو عمل شيء ما كان سيكون له مردود إيجابي على مستقبلي أو ربما حتى الارتباط بالشخص الصحيح إلى آخر القائمة.

فساشعر بالندم طالما إني أعيش في هذا الكون ولدي عداد حياة مستمر.

أما إذا كان ذلك الشعور بالندم مفرط فإنه لا محالة له مردود سلبي على سلوكياتنا وحياتنا ككل إن لم نعدل ونزيل ذلك الشعور.

فكل شيء زائد عن حدة انقلب ضده

لقد مررت بفترات ومواقف في حياتي جعلتني أشعر بالندم الشديد على تقصير أو ترك أو حتى قول كلمة ولكن ما ركزت عليه في كل تلك المواقف الفائدة التي تعلمتها منها. فربما هذا ما وجهني تلقائيا للنظر للجانب الإيجابي للموقف ذاته مما قلل حدة الشعور بالندم وبالتالي ازالها تلقائيا ليبقى فقط الدرس الذي تعلمته من الموقف.

فيمكنك ربط ذلك بما حدث لسيدنا آدم عندما عصى أمر الله تعالى، حيث لولا ندمه لما الهمه الله بالكلمات التوبة والرجوع إليه.

فالطبيعي كبشر إن نشعر بالندم وحتى لا يعمل الندم كسلاح ضدنا ينبغي علينا فورا توجيهه لخدمة غرض معين أو سلوك إيجابي معين ينشيء حال الشعور به وهو النظر بإيجابية وتعديل الموقف أو الاستفادة منه بعدم تكراره مجددا .

وإلا سيصاحب الشعور بالندم مشاعر أخرى وسلوكيات مدمرة قد تصبح عادة سيئة وقد تتحول تلقائيا لمرض لا يمكن الشفاء منه إلا بعد ممارسة تمارين عقلية معينة.

بيت القصيد.

نحن لا يمكننا التحكم في شعورنا بالندم.(ربما للبعض منا) لأننا كثير ما نخطيء وخير الخاطىون التوابون. غير أنه يمكننا التحكم في السلوكيات والمشاعر المصاحبة له.

هل سبق وشعرت بالندم؟ ومتى يكون إيجابيا وسلبيا؟ وإن أصبح مرضا كيف نتخلص منه؟

مرات قليلة جدًا التي شعرت بها بالندم، حيث أنني شخص يفكر كثيرًا ولا يخطو أي خطوة من باب المغامرة حتى إلا بعد التفكير بها بشدة، لذلك لا قوم بأي خطوة إلا بعد التأكد أنني لن أؤذي نفسي بقدر ما اؤذي الآخرين.

افعل هذا لأنني لا اتحمل الشعور باللوم والذنب، حتى أنني عندما اقع في الاخطاء اقول لنفسي أنه لا بأس، لقد فكرت كثيرًا لتصلي لهذه النتيجة وقد كانت هذه معلوماتك ومقدار وقتك قبلها.