بعد الكورونا إن شاء الله , بعد الكورونا بإذن الله , بعد انتهاء الكورونا . بعد الأزمة , بعد انتهاء الحجر ,.....

اسمع هذه الكلمة مئات المرات في اليوم . بل و أرددها مئات المرات أيضا

جميعنا ينتظر انتهاء الفترة الحالية ليستكمل مشاريعه و مخططاته , عمله و دراسته , سفره و انتقاله ...

و لكن دائما ما تستوقفني عبارة " ما بعد الكورونا ليس كما قبلها "

أحاول تخيل الوضع المستقبلي على أكثر من جهة , سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا

لا أعرف أين تأخذني الأفكار .. و لكن أحاول التفكير بجدية لاعرف ماذا يمكن أن اتصرف

مثال صغير جدا ...

قبل شهرين كنت أفكر بفتح مشروعي الخاص .. مشروع ليس بالضخم و لكنه يبقى مشروع ...

و لكن الآن .. هل هذا التفكير صحيح ؟؟

يبدو أنني سأعد للمليون قبل أن افتح مشروعا ... ماذا لو عاد الفايروس بعد شهور أو سنة ؟ ماذا لو جاء فايروس آخر ؟؟

هذه الاحتمالات كلها أصبحت واردة ... لم نكن نشعر او نفكر بها أبدا .. فجيل الشباب الحالي لم يمر بأزمة كهذه على ما أظن ..

أظن أن هذه أول استفادة على الصعيد الفردي لنا .. التفكير على أكثر من جانب

أما إذا تكلمنا على صعيد الشركات و المؤسسات فأظن أن كثيرا من التغييرات الجذرية ستحصل بأنظمة العمل و الرواتب و العقود و كميات التبادل التجاري

و على صعيد الدول ... هناك مئات القرارات ستتغير و سياسات كاملة ستتبدل

أظن أن كل هذه فوائد سنستفيد منها ..

و لكن تبقى الفائدة العظمى من وجهة نظري هي الفائدة الأخلاقية المتجمعية

أظن أننا شعرنا أنه مهما كبر شأننا و مهما كبرت حضارتنا و مهما ازددنا غرورا .. هناك أشياء يمكن أن تدمر كل شيء ... يمكن أن تدمر كوكبنا ...

ما هي فوائد كورونا من وجهة نظركم ؟