يعتبر الإنترنت مصدرا ضخما للمعلومات الواسعة في مختلف المجالات ، و من أبرز و أهم مميزاته أنه يتسم بالسرعة و بالتالى يوفر الوقت و الجهد على الباحث ، لكن هل هذا يؤثر علينا و يجعلنا أكثر نفاد للصبر و أننا أصبحنا مجتمع نريد الرضا الفورى ؟

إذا قارنا أنفسنا في مشاهدة التلفاز متلا قبل 10 سنوات و الآن نجد أن هناك إختلاف كبير ، فقد أصبحنا لا نكترث كثيرا بمتابعة البرامج أو المسلسلات و الأفلام و لا ننتظرها حتى موعد بثها على القناة ، و انما نتحه مباشرة إلى اليوتوب أو المواقع و التطبيقات المتخصصة لنجد جميع الحلقات و إذا لم نجدها نبحث عن البديل لها .

و هذا لا يعتبر شيء ايجابى فقط ، فالاستخدام الكبير لشبكة الإنترنت يقلل من الاجتماع بأفراد العائلة وقضاء فترة اجتماعية مع الأهل والأصدقاء.

لا ينطبق هذا على التلفاز فحسب ، حتى فى عمل البحوث المدرسية او الجامعية نفضل الاستعانة بالانترنت لأنه يوفر المعلومات بشكل أسرع و بلغات متعددة و بسهولة .

ذكرنى هذا بما حدث معى في الجامعة سابقا ، كان أستاذ أحد المواد يعطينا عناوين البحوث و يوزعها علينا " لكل شخصين بحث " و نفس العناوين للأفواج الأخرى .

قمنا أنا و زميلتى بالبحث بشكل عادى و قمنا بالاستعانة بكتب و مراجع إلكترونية صحيحة لكن واجهتنا مشكلة و لم نجد عنصر معين في البحث و كان موعد تسليمه اليوم الموالى فسألنا الفوج الآخر عنه (الذين لهم نفس عنوان بحثنا ) لنتفاجىء بالرد : نحن لم نبدأ بعد و نفكر في أخد جميع العناصر من الانترنت هذه الليلة .

هذا أعتبره كسل ، لا يمكن ترك عمل كهذا لآخر يوم من جهة ، و من جهة أخرى إعتماد جميع المراجع من الانترنت بشكل عشوائي و من مواقع لا يمكن معرفة أنها تقدم معلومات صحيحة أو خاطئة يعتبر خطأ فادح يقوم به الباحث ، و هذا ما انعكس على البحث و النقطة التى تحصلوا عليها .

و هذا جانب سلبى آخر الإنترنت يجعل الأشخاص أكثر كسلا و أقل صبرا و يبحثون عن الرضا الفورى .

هل تعتقد أن الإنترنت يجعل الناس أكثر نفاد للصبر و أننا أصبحنا مجتمع نريد الرضا الفورى ؟