كثيراً ما توصلنا إلى أفكار في حياتنا وقمنا بتقليص الخيارات أمامنا، محتفظين بافضلها بعد طرح أسئلة عديدة على أنفسنا للوصول إلى قرار مناسب.

لكن هناك رفاً في خزانة حياتنا ملئ بالقرارات المؤجلة، ولعدة أسباب ربما نعلمها أو نجهلها قمنا بوضعها على هذا الرف إلى ما لا نهاية أو إلى بعض الوقت.

قرأت في كتاب يتحدث عن الموسيقي النمساوي فرانز شوبرت أحد أعظم الموسيقيين عبر التاريخ أنه كان كثير التأجيل في تأليف ألحانه وكان يقوم بتأليف النوتات الأولية لكل مقطع ومن ثم يتركه، دون أن يكتمل، مؤجلاً بذلك قرار انهائه، وكان ما منعه هو ظنه الدائم أن هذه المقاطع تحتاج إلى شيء ما أكثر مثالية.

وهذا منع العالم لفترة طويلة من الاستماع لأعظم الألحان والموسيقى.

فكثير منّا يضع حدود لنفسه دون تجاوزها تعمل على تأجيل اتخاذه لقرار حاسم، هل هو التردد والخوف من عدم النجاح؟

أم أنها صفات تختلف من الشخص المغامر إلى الشخص المتحفظ؟

لا نستطيع أن ننكر أن هناك ظروفاً متعلقة بما يحيط بنا تعمل أحياناً على تأجيلنا لقرارات كثيرة، لكن هل نحن قادرون على الاصرار في حال قمنا بمواجهة هذه الظروف؟ ما منعك يوماً ما من أخذ قرار معين وهل قمت بتأجيله فقط أم أنك نسيت أمره مع الوقت، لننفض الغبار عن خزانة هذه القرارات ولنشاركها سوياً.