مجالس كثرت فيها التذمر كثرت الشكاوي ،من زوجة ضاقت ذرعاً بزوجها ، بأم ضاق صدرها من عقوق اولادها ..

التذمر والشكوى من حدث عابر أو من حالة طارئة أمر طبيعي خصوصاً إذا كان المتذمر لا يملك القدرة على تغيير تلك الحالة، ولكن التذمر والشكوى عند بعض الناس سمة وعادة لازمة فالمتذمر يشتكي من قلة التوفيق في حياته ومن جفاء الأهل والأصدقاء ومن سلوك الناس ومن زحمة الطريق ومن أسعار الماء والكهرباء ومن الطقس ومن كل شأن في الحياة، المتذمر إنسان لا يرى سوى ما يثير الشكوى، فحتى في المناسبات التي يفترض فيها التفاؤل والفرح كحفل زواج مثلاً تجد المتذمر يبحث عما يتيح له الشكوى كطريقة تقديم القهوة أو نوعية الحلويات أو مكونات العشاء وهكذا يمضي وقته في البحث عن السلبيات وتجاوز الإيجابيات.

و هذا ما يجعلنى أتساءل هل كل تذمر منبوذ ؟

لأجد الإجابة فى داخلي : نعم فى أغلب الأحيان منبوذ ، فى أحد المرات إلتقيت بصديقة صديقتى لأول مرة لأسألها عن أحوالها من باب السؤال لا غير لأجدها تروى قصص من التاريخ حدثت لها لا زالت تتذكرها و قامت بربطها مع واقعها الحالى ، انزعجت و ندمت على السؤال -_- .

و من جهة أخرى ليس كل تذمر منبوذ فقد نتذمر على شيء خاطئ فعلناه فيدفعنا هذا الى تغييره ، و مثال على ذلك تأتى صديقتى لى تشتكى من شيء حدث لها يمكن أن أنصحها و أتعلم من تجاربها "هذا النوع لا بأس به "

يمكن ان يأتي التذمر نتيجة فشل متكرر تعرض له الشخص لكن المسؤول الأول وقبل اي شيء هو الشخص المتذمر يمكن ان يحول هذه الطاقة السلبية الى طاقة ايجابية فقط ان وقف على اخطائه وانتهى من لوم الاخرين والمجتمع عوض نفسه.. انا لا اقول ان المحيط لا يسبب التذمر لكن ان نظرنا الى الكأس الفارغة وبقينا نلعن الظلام دوما فلن نصل الى نتيجة المهم هو المبادرة .

اثناء قراءتي عن الموضوع راودتني افكار منها ان شعورنا بالنقص أحيانا شعورا طبيعيا ؟و إن كان كذلك فلماذا ننظر له بنظرة سلبية ؟