لا اعلم حقًا مصدر الكلمة القائلة أنت سيد ما تخفيه وأسير ما تشيعه، لكن الكلمة لها تأثير نفسي عميق إذا تأملتها، نحن حقًا سادة الشيء الذي نخفيه عن أنفسنا، نتحكم فيه حق التحكم ونحركه كيفما نشاء، ربما يكون عادة ومفوهمًا أردت الخروج به عن مفاهيم من حولك لذا تصبح أنت سيده تشكله كيفما تريد.

ونحن أسرى لما نشيعه عن أنفسنا، وكثيرًا جدًا ما نضطر لتصرفات معينة تخالف رغباتنا الداخلية فقط لإنها تتماشى مع ما اشيع عنا!

دعني اضرب لك مثالًا إذ أنك إذا اسيع عنك أنك متسامح وطيب، ستجد نفسك في الأوقات التي أردت فيها مخالفة هذه السمعة وجدت بين ثنايا نفسك صراعًا هل ستختار ما أشيع عنك وتصبح أسيره أم أنك ستختار رغبتك الداخلية؟

لذا بأي حال من الأحوال نحن سجناء ما أشيع عنا وما يعرفه الناس عنا ...

بقليل من التفكر وجدت أنه يمكن التغلب على هذا الأسر، هو أن لا يتوقع أي أحد أي رد فعل لك على الإطلاق، إذا كان ايجابيًا أو سلبيَا، كل على حسب قربه وموقفه وكل على حسب ما قام به وتسامحك مع هذا من عدمه!

لكنني عدت لأقول لنفسي أنني أريد أن اكون أسيرة القواعد الأخلاقية والإنسانية لا بأس بهذا. أنا اتقبله براحبة صدر كبيرة

ثم ما لبست وقلت ولماذا الأسر؟ أنا أريد هذا بكل كياني أن اتبع القواعد الأخلاقية والإنسانية حتى وإن انتهكت بحقي هذه القواعد، لم يعد الأمر أسرًا وشعورًا بالضيق والتأفف، صار ينبع من كل قلبي

وأنت ما رأيك؟ هل هناك شيء ما يأسرك ويخالف رغباتك الداخلية؟