تقول حكمة " الندم على شيء فعلته خيرًا من الندم على شيء لم تفعله "

لم تكن هذه الحكمة مجرد كلمات عابرة، بل إنها تناقش فكرة قليلين هم المؤيدين لها، فكلما تقدم العمر بالإنسان وإزداد نضجه يصبح أكثر حرصًا، وأكثر خوفًا من الندم على أي فعل يصدر منه، ولذلك يتجنب فعل الكثير من الأمور للخوف من عواقبها، ثم بعد فترة يندم أنه لم يفعلها .

لا تقتصر هذه الحكمة على فكرة الخوف من النتيجة فقط، بل هناك الكثير من الأفعال التي مر العمر بنا ولم نفعلها لنكتشف أننا كنا نحتاج أن نقوم بها في وقت محدد، ولم يعد من الممكن فعلها في الوقت الحالي.

أحيانًا نرفض السفر من أجل العمل، نختار العزلة خوفًا من الإجتماعية، نتأخر في الإعتذار من أجل الكرامة، لم نخبر من نحب بمشاعرنا، نخشى تجربة الأشياء الجديدة والغير مألوفة ولو لمرة، كل هذه الأفعال وغيرها غالبًا ما نندم على عدم فعلها أكثر مما نشعر بالإنتصار لإختياراتنا عندما رفضناها .

قد يرى البعض ان الندم على ما لا نفعل اقل من الندم على الفعل نفسه، او من وجهة نظرهم ان ما لا نفعل لا يُحدث أثرًا ملموس مثل ما فعلنا، ولكن أحيانًا ما لا نفعل يُحدث أثرًا ملموسًا في داخلنا، حتى لو تجاهلناه، أو حاولنا أن نتعامل وكأنه لم يكن، ولكن في النهاية ستأتي لحظة ويبرز هذا الأثر ويترك نتيجته في حياتنا على هيئة الندم الذي لا نعرف له نهاية وخاصة ان كان الوقت قد مر ولم يعد مع الممكن أن نفعل ما لم نفعله.

ربما نحتاج أن نتبع إختياراتنا الحقيقية التي نريدها في خاطرنا، أكثر من اللجوء إلى الإختيار المنطقي لمجرد أنه العقلاني حتى لو لم يكن يناسبنا، بل بمعنى أدق قد تكون التصرفات العفوية التي نفعلها لمجرد أننا نريدها أكثر صدقًا من تلك التي نفكر ألف مرة ثم نفعلها مجبرين لمجرد أنها منطقية حتى لو كانت لا ترضينا

هل مررت بموقف ندمت فيه على شيء لم تفعله؟

وهل ترى أن الندم على ما لم نفعل أصعب من الندم على ما فعلناه؟