مع إنتشار الأفلام والمسلسلات الدرامية العربية المأخوذة من أعمال أجنبية، ظهرت العديد من المشكلات، بداية من اتهام صناع العمل بأنه مسروق واحيانا عن جهل بالعمل الفني ان كان مقتبس أو مسروق، فالأعمال المقتبسة يتم الإعلان عن كونها كذلك من صناع العمل، مع ذكر حقوق صناع الفكرة الأصلية، على عكس الأعمال المسروقة التي يتجاهل صناعها ذكر حقوق الإقتباس، وعادة ما يتدخل القانون لحل مثل هذه المشكلة .

المشكلة الأكبر ليست في الحقوق، بل هي في الإقتباس نفسه، حيث أنه أصبح لا ضوابط له، والكثير من صناع الأعمال المقتبسة

اعتمدوا على أعمال من ثقافات أخرى لا تلائم مجتمعاتنا العربية دون تغيير في المحتوى المقدم للجمهور، وهنا يصبح مقدم هذا العمل المقتبس هو السارق من المجتمع .

ربما السرقة هنا ليست في حقوق العمل الأصلي، بل هي في حقوق المجتمع الذي يعرض له العمل، فمثل هذه الأعمال تسلب منه ثقافاته وعاداته وأخلاقه، ليعوض عنها بطباع أخرى لا تليق به، وتلك هي السرقة الحقيقية، سرقة الهوية الأخلاقية من المجتمع !

مثال ذلك مسلسل الأنسة فرح الذي يعرض حاليًا على أحد القنوات، فهو مقتبس من مسلسل أمريكي Jane the virgin، ويحكي قصة فتاة تحمل في طفل دون زواج عن طريق حقن صناعي بالخطأ، وتم نقل القصة بنفس هذه التفاصيل لمجتمعنا العربي وهو مايتنافى مع عاداتنا وأخلاقنا الإجتماعية والدينية.

ان الحقوق ليست فقط لأصحاب العمل، بل نحتاج إلى ضوابط للأعمال الفنية المقتبسة تحافظ على حق الجمهور الأخلاقي، بداية من اختيار العمل، ثم مناقشة الفكرة بحيث يتم تقديمها بعد تغيير التفاصيل التي لا تلائمنا وتقديمها بما يتناسب مع مجتمعاتنا.