نُسجل منذ لحظة الولادة بحسب جنسٍ لا ننتمي له، ونبدأ بعيش حياة لا تشبهنا، من دون حولٍ منا ولا قوة…

نتساءل عن هويتنا الحقيقية منذ سنواتنا الأولى، نعبر عن أنفسنا ونصفنا حسب الجنس الذي تنتمي إليه عقولنا، تلاحظ أُسرنا هذه الأمور وقد تنهانا عنها وقد تكتفي بالضحك علينا - أنهم مجرد أطفال سيكبرون ويتغير كل شي-...

نكبر ونلاحظ أننا مختلفون ولكننا لا نعرف السبب، وما أن ندخل في مرحلة المراهقة تبدأ تعاستنا في هذه الحياة، لأننا نعني في تلك المرحلة أن هذه الأجساد ليست ملك لنا، هي لا تشبهنا ولا تشبه أحلامنا، هي سجون علقنا بداخلها…

نقاتل كثيراً لنكون نحن، لنستطيع النظر يوماً في المرآة دون أن نشعر بأننا ننظر لأشخاص لا يشبهوننا أبداً، نحاول التعبير عن إختلافنا ولكننا نرى نظرات القسوة أو قد نتعرض للتخويف من أسرنا، فنلتزم الصمت ونعيش في جحيم وتعاسة…

نشعر بأننا نكبر كل يوم وأن أجسادنا التي لا تمثلنا تشيخ بسرعة البرق، ولكن ليس بيدنا حيلة…

أن تعيش في مجتمع يتساءل كل يوم ماذا سنقول للناس؟ يجعلك تعلم أنك قد تُقتل وتتعرض للتعذيب إن أفصحت عن مرضك، بخاصة وأن سبيل العلاج يعتبر مرفوضاً بالنسبة لهم…

نعيش معاركنا الخاصة كل يوم، ونتساءل دائماً هل سنكون يوماً ما نريد؟

أم أننا سنهاجر بعيداً تاركين خلفنا كل شيء، لكي لا نموت أكثر من موتنا الحالي؟...