• علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.

واسقط عليها، كثيرا مانحرم نفسنا و العالم حولنا من العطاء الواجب بسبب خوف او قلق غير مبرر او تمركز حول الذات ( لا اريد حتى احتمال ان يمسني شيء من أذى) وهذا الاخير حين يكون أكبر من التمحور حول القضية التي تؤمن بها والتي تستدعي منك واجبات ما (وكل انسان يجب ان يؤمن بشيء على الاقل لانه يرى النقائص والظلم والضلال في العالم حوله) ينتهي بالانسان بخيلا!

البخل طال المعرفة والعلاقات الانسانية والاسرية والمسؤوليات المجتمعية والحقوق والسياسة والكثير!

أن يحبس أحدهم المال خوفا من الفقر لايختلف عن أن يحبس أحدهم المعرفة خوفا من المعارضة والمواجهة أو أن يحبس أحدهم كلمة جميلة خوفا من أن يظن الآخرون ان عينه عليهم وسيحسدهم - او حتى قد لانقول لفلان ان شنطته مفتوحه او ان محفظته على وشك ان تسقط من جيبه او ان فلانا يخدعه ايضا خوفا - ، او ان يحبس الناس معارضتهم خوفا على لقمة عيشهم وارواحهم وينقلون هذا الخوف جيلا بعد جيل بعد جيل حتى تخلق مشاكل أعمق في الاثناء وتشد العقدة حتى يصبح فكها مكلفا جدا ومؤلما جدا.

نحن البخلاء -عفوا- كالحمار يحمل اسفارا ، نحمل ماقد ينفع (ايا يكن) ولانستعمله الا بالشحيح الشحيح ان استعملناه اصلا.

لا اقول ان تضحي بنفسك للقيام بالواجب، أغلبنا بشر عاديون ولربما احيانا في مجالات معينه لانعرف طريق العطاء الصحيح حتى، ولكن :

وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا

على الاقل يعني، لأن الحاصل أننا نرى أنفسنا صغارا وغير مؤثرين وشبهنا شبه الكل، فإما ان يفعلها احد غيري ممن هم مثلي ان كان امرا صغيرا او يفعله احد اكبر مني شئنا ان بدت كبيرة، ونظن حينها ان دورنا في الحياه يقتصر على حياتنا نحن فقط ولايتعدى، وبشكل مايجعلنا هذا نركن ونحبس ولانعطي ونركز على انفسنا هاته فقط ونترك الكبير للكبير =))

الحياة اليوم جعلتنا اغلبنا نفسي نفسي.

هذا اعلاه لي لأحاول كسر المخاوف التي فرضتها علي "خليك من نفسك" هذه ماستطعت.