السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

أنا إنسان يغلب الشح على طبعي في المنصات الإلكترونية، ولا أعطي التقييمات سواء بالسلب أو الإيجاب لأي كان. كذا التعليقات والردود في أي منصة عربية كانت أو إنجليزية أو حتى بالإشارات* (مبالغة). وما أراه في بعض المنصات ومنها منصتنا هذه، أن نظام التقييم أشح مني، ويرتقي لأن يكون من أهل الإصلاح في كتاب البخلاء للجاحظ. لا أدري إن كان مطورو المنصة استعانوا بدراسات في سلوكيات المستخدمين على المنصات الإلكترونية في بناء وتطوير نظام التقييم وآليته. أم هي مجرد آلية تم تطويرها كباقي الآليات، ثم تأقلمت مع المجتمع الموجهة إليه عن طريق ردود الأفعال المختلفة من رواد المنصة حتى أصبحت بهذا الشكل الذي أخبره اليوم.

كيف أتصفح وأقيم

عن نفسي الشحيحة أتكلم. كلما رأيت موضوعا أعجبني أو حدثني عنه صديق من رواد المنصة أو لفت إنتباهي عنوان في النشرة الأخبارية الأسبوعية لحسوب I/O. أقوم بزيارة الصفحة أو الموضوع، وأطالع ما جاء في محتواه. بالطبع، ليست كل المواضيع مثيرة للإهتمام بعد قرائتها، لكن المثيرة للإهتمام أو الجدل منها، أضظر لقراءة التعليقات والردود الخاصة بها. وفي أغلب الأحيان، تجد المتعة في إطلاعك على الردود وردودها والسجالات القائمة والمحتدمة في المواضيع أو تحتها، أكثر من قراءتك للموضوع نفسه. وهذا لإختلاف الأشخاص المشاركين في الردود وإختلاف وجهات نظرهم للموضوع وحتى الأشخاص.

ورغم شحي وبخلي في إعطاء التقييمات، إلا أن بعض النقاشات المحتدمة تؤجج ما تبقى من كرم وعطاء وأثرة، فتجدني أوزع التقييمات وكلي بسمة وحبور. كما أن بعض المواضيع (القلة القليلة) والردود المستفزة خاصة مجهولة النسب، تراني أجود عليها بما تبقى من الإلكترونات الشاردة في ميزانية التقييمات عندي.

ولا يهم كم مرة أعطي فيها إيجابا لنفس الشخص لردوده الجميلة المقنعة ومع نفس الشخص. بمعنى أن نفس الشخص يحصل على تقييم إيجابي أكثر من مرة في رده على شخص آخر والذي بدوره في بعض الأحيان يحصل على سلب لأكثر من رد. بالطبع ، مع مراعاة العدل في ذلك وبناء على ميزان شخصي يمكن أن يراه البعض غير عادل لتوجهاتهم أو طريقتهم في النقاش وتقبل ما يطرح من الآخرين.

مجهولو النسب

كباقي المنصات العالمية المحترفة وعلى رأسها Quora. حسوب I/O تسمح بنشر المنشورات والردود بصفة مجهولة أو anonymous. وهها طريقة أو آلية تسمح لرواد المنصة بمشاركة بعض المواضيع الحساسة التي يخجلون بطرحها أو طرح مواضيع حساسة لا يرغب الناشر إدخال خلفيته وفكره حتى لا يخرج محاوره عن النقاش ولب الموضوع ويتوجه لمهاجمة الناشر وإنتقاذ فكره أو خلفيته.

لكن هناك بعض الناس، يستغلون مثل هذه الآلية أو الخاصية لنشر آراء مجهولة النسب، تؤثر في غالب الأحيان على مساق أو توجه الحوار في المواضيع. بالطبع لو يكتفي هؤلاء بالإذلاء بآرائهم، كان الموضوع متقبلا. لكنك ما تفتؤ ترض على هؤلاء حتى تلقى منهم سلبا، في ردود لا تحتاج التقييم أصلا، بل تحتاج لمناقشة أخوية لا غير. لكن تعال أنت وحاول إقناع هؤلاء للعدول عن هذه العادة السيئة.

إن كنت غير قادر على المحاورة، لا تلجأ إلى سلبي ما يسمى "نجوم السمعة" أو نقاطها. لا أحد يعرف نسبك، يمكنك الإنصراف راشدا كأن شيئا لم يكن. لكن لا تتسلط علي برصيدك المأوي وتسلبني بعض سمعة جمعتها بعرقي وتعبي (تهكما :) ).

عذراً، يبدو أنك تقيّم الكثير من المشاركات خلال وقت قصير. أعد المحاولة لاحقاً

والله يا حسوب أنك مخطئ. وآلية الحساب عندك ووحدته خاطئة أو تعرضت لعملية سحب على معلم الزمن، أو دخلت تيه بني إسرائيل، أو ابتلعت من قبل ثقب أسود لا خروج منه. كيف لي أن أكون كثير التقييم وأنا أبخل من الحطيئة على هذه المنصات وفي مثل هذا المضمار؟ لا أقيم إلا المواضيع والردود التي تجعلني أبتسم إعاجابا بها، أو تثير في حنينا لذكرى مضت أو تحبب عندي شخصا، أسلوبا أو موضوعا.

الغريب في نظامك، أن التعليقات السلبية تمر بسلاسة تامة!! وهذا غريب، لأن المسلم مطلوب منه التفاؤل والإيجابية لا التشاؤم والسلبية.

ختاما

الله أعلم، ربما لأني، لا أطالع الموقع إلا أحيانا. أو لأن سمعتي لا تسمح لي بالجود حين أتعرض لنفحاته في هذه المنصة. لكن هناك قناعة شخصية تقول: "لا ضير من مراجعة نظام التقييم، واستشارة مستخدميه".