• عندما تقرأ او تسمع عن الإصطفاء الطبيعي تشعر بأنهم يتحدثون عن كيان اعتباري عاقل يميز ويختار ويصنف وهو ما أسميه بالدجل العلمي ..

  • الإصطفاء أبسط من ذلك بكثير .. مثال : ( فراش أبيض وآخر أسود) ، صار الأول فريسة سهلة المنال للطيور بسبب لونها، ومع الوقت بدأ ينقرض هذا اللون، بينما بقي الأسود وتكاثر ..هذا هو الإصطفاء .

تأملها قليلاً وستخرج بإنطباع مختلف تماماً عن مايروجون له ، يمكن قتل الإصطفاء بالمعنى الدارويني بمثال واحد : ( يُقال ان العين بدات بعصب حساس للضوء) ، سنتغافل عن كون هذا العصب قمة في التعقيد ونكمل : (كلنا نتفق أن هذا العصب لايعمل لوحده، ولايقدم ميزة، وبالتالي فلن يبقيه الإصطفاء ويمرره للأجيال اللاحقة لأنه بلا فائدة).

ضع هذا المثال في كل الأعضاء الحيوية وسينهار التطور في لحظة، تطور الأذن .. طفرة أظهرت الطبلة .. لن يُبقيها الإصطفاء لأنها ستكون مجرد عضو عاطب لايعمل .

أقرب الصورة بمثال أسهل : من السخف أن ابقي على الفتيلة او الغاز الخامل وأورثها لأبنائي ثم يقومون بتوريثها لأحفادي إذا لم يكن لدينا جميعاً هدف طويل الأجل لتصنيع مصباح كهربائي .. ألا تقولون بأن التطور لايسير وفق خطة او هدف ؟.. أتعجب كثيراً من غفلة العلماء عن أمر بهذا الوضوح !!

سيقول أحدهم هذا الترتيب حدث بالتدرج عن طريق الإصطفاء .. الرد بسيط جداً . لا يوجد مجال للتجربة والخطأ ثم التصحيح !

الميكوبلازما مثلاً والتي تُعتبر من ابسط الخلايا بها 525 جين بالإضافة الي الجينات التنظيمية والتي تحوي كروموزوم دائري يساوي 580,070 زوج من القواعد وهذا يوصل حساب الإحتمال الى أرقام فلكية !.. كما أن الانزيم لا يعمل لوحده بل هي منظومة متكاملة تعمل معاً وتنظم بعضها بعضاً بحيث لو تعدى عمل احدها يوقفه الآخر والا ستكون هذه الزيادة مميتة.

ولهذا اعترف احد علماء الانزيمات مايكل بيتمان قائلاً : (لا اتخيل على الاطلاق بأن منظومة الانزيمات تظهر تدريجيا فهي لا تعمل إذا لم تكن مكتملة من لحظة الصفر)، عندما يقول دوكنز عن بداية الحياة : (لقد كنا محظوظين). يُعطيك الإيحاء بأن العملية قد تمت من ضربة حظ واحدة، لكن الحقيقة أن الصورة قاتمة جداً.

أبسط انواع الخلايا تحتاج 250 بروتين وهذا يشبه قيامك بفتح خزانة تحتاج لإدخال 250 رقم سري ..

  • إذا اخطأت في اي من الأرقام يجب أن تعيد الإدخال من البداية، وهو مالايمكن فعله في الخلية؛ لأن هذا سيعني شئ واحد : الموت وانتهاء الحياة على الأرض .

  • لم يسبق مشاهدة تكون البروتين و الكربوهيدرات والدهون في الطبيعة ابتداء، وكل هذا لا يتجمع معاً؛ لأن غلاف الخلية لا يتكون في الطبيعة أيضا، ولا يمكن ان تتكون هذه الأعضاء تدريجيا؛ لأن عملها يحتاج ان تكون كاملة من البداية بل وتعمل معا.

أعطيك مثال عملي :

  1. DNA + 0 –> 0

  2. DNA + Protein + ncRNA –> chromatin

  3. Chromatin + Protein + ncRNA –> DNA replication, chromatin

maintenance/reconstitution

  1. Protein + RNA + lipids + small molecules –> signal transduction

  2. Chromatin + Protein + signals –> RNA (primary transcript)

  3. RNA + Protein + ncRNA –> RNA (processed transcript)

  4. RNA + Protein + ncRNA –> Protein (primary translation product)

  5. Protein + nucleotides + Ac-CoA + SAM + sugars + lipids –> Processed and decorated protein

  6. DNA + Protein –> New DNA sequence (mutator polymerases)

  7. Signals + Chromatin + Protein –> New DNA structure (DNA rearrangements subject to stimuli)

  8. RNA + Protein + chromatin –> New DNA structure (retrotransposition, retroduction, retrohoming)

  9. Signals + chromatin + proteins + ncRNA + lipids –> nuclear/nucleoid localization

الملخص :

DNA + Protein + ncRNA + signals + other molecules: Genome Structure & Phenotype

الإدعاء بأن كل هذه الخطوات الضرورية لمجرد تراصف بالترتيب الصحيح حدث عن طريق الصدفة هو الجنون بعينه !!.

هناك هدف يسعى اليه هذا الترتيب لاشك .. ومن يخالف ذلك يعتمد على ضرب من العبث لادليل عليه سوى التزامه المُسبق بالتفسير المادي حتى لو أظهرت البيانات مايخالف ذلك .

ماسبق ينقلنا مباشرة الى شيء اسمه السمات المترابطة، لا يستطيع أي دارويني أن يخبرك عن كيف يميز الإصطفاء بين السمات المترابطة قبل إكتمالها وهل يعمل على الأفراد ام الصفات ؟ ..

لماذا هناك انواع من الكلاب بأذن منخفضة .. ذيول مجعدة وأخرى ناعمة ؟ .. مالذي تقدمه هذه الصفة ليُبقيها الإصطفاء ؟!

كيف تُنقل غريزة النحل للأجيال اللاحقة مع أن النحلة العاملة تموت دون تمرير جيانتها ؟!

هل تم اختيار اللون الأبيض للدب القطبي لأنه أبيض، أم لأن لونه يطابق البيئة، أم لأنه يشعره بالدفئ ؟!

انتبه .. هذا سؤال خطير جداً ومكمن خطورته في استحالة التحقق من الإجابة عملياً ..

أحد النقاط الكثيرة القاتلة لآلية الإصطفاء الدارويني هي ظهور صفتان متلازمتان او أكثر في نفس الوقت .. القلب ينبض ويضخ الدم .. فراء الدب القطبي يدفئه ويعطيه ميزة التخفي .. الخ .. بما أن هاتين الصفتين تأتيان معاً، فكلاهما يُبرر بتعزيز صلاحية النجاة ، وبما أنه لايمكن التنبؤ بظهور التلازم وتفسيره يستحيل إثبات الإصطفاء .. هذا إذا اردتم العمل وفق آليات العلم التجريبي اما سرد القصص فهذا أمر آخر .

من (الداروينية على فراش الموت)