تعتمد المملكة المغربية في قطاعها الطاقي على الطاقات الأحفورية بشكل رئيسي، والتي تقوم باستيرادها بالكامل تقريبا من الخارج، بحيث غطّت نسبة %88,8 من استهلاك الطاقة الأولية في البلاد سنة 2015 متوزعة على النفط بنسبة ٱستهلاك %60,6، الفحم %22,9، والغاز بـ %5,2، وتغطي الكهرباء نسبة %17,2 من الإستهلاك النهائي، ويُعتمد في توليده على الوقود الأحفوري بنسبة %80,4 (الفحم: %54,8، الغاز: %18,5، والنفط: %7,1). ويتم ٱستخدام %80 من الفحم في المغرب لإنتاج الكهرباء و%20 في المجال الصناعي، وهو مستورد بنسبة %99 من الخارج1.

مع العلم أن لدى المغرب احتياطات كبيرة جدا من الصخر النفطي والغاز الصخري لم يتم إستغلالها لإنتاج الطاقة.

فوفقا لمجلس الطاقة العالمي فإن الإحتياطيات المؤكدة من الصخور النفطية في المغرب قدرت سنة 2013 بنحو 53 مليار برميل2، الرواسب الرئيسية توجد في تمحضيت بجبال الأطلس المتوسط وطرفاية في الجنوب3 4. وتم اكتشاف أول موقع في طنجة في الثلاثينيات من القرن العشرين، واكتشفت رواسب تمحضيت وطرفاية في أواخر الستينيات، وبعد دراستها بدقة تبين أن هذه الإحتياطيات ستكون كافية لتغطية احتياجات المغرب لمدة 800 سنة. وقد أدى ارتفاع أسعار النفط خلال الثمانينيات والتسعينات إلى قيام الشركات الأوروبية وشركات من أمريكا الشمالية باستكشاف هذه الرواسب وتجربة استغلالها؛ تمت معالجة أكثر من 2200 طن من الصخر النفطي لتمحضيت وطرفاية في محطات تجريبية في الولايات المتحدة، أوروبا، كندا، واليابان. بنيت محطة تجريبية في المغرب وعالجت 2500 طن ببن سنة 1983 و1986، وأجريت دراسات لبناء مصانع قادرة على إنتاج 50 ألف برميل يوميا في كل من تمحضيت وطرفاية ولكن انخفاض أسعار النفط في منتصف الثمانينيات أدى إلى وقف هذه المشاريع ليعود بعد ذلك الإهتمام بفكرة المشاريع بعد ارتفاع أسعار النفط في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ وعليه فقد عقد المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن (ONHYM) سنة 2009 اتفاقا مع شركتي بتروبراس وتوتال من أجل ٱستكشاف تمحضيت وطرفاية وٱتفاقا آخر مع سان ليون للطاقة الإيرلندية لاختبار تقنية التكسير الهيدروليكي في طرفاية 5.

ويملك المغرب احتياطات من الفوسفاط تقدر بحوالي 50 مليار طن أي ما يمثل %72 من الاحتياطات العالمية 6. هذه الرواسب المغربية تحتوي على حوالي 6,9 مليون طن من اليورانيوم، ويمكن أن تنتج هذه الكمية حوالي 1000 طن في السنة كمنتجات ثانوية للفوسفاط. إستُخدم هذا المورد من اليورانيوم حتى التسعينات في الولايات المتحدة، ثم تم التخلي عنه بسبب ضعف القدرة التنافسية، ولكن ٱرتفاع أسعار سوق اليورانيوم العالمي يضع ٱستغلاله اليوم على جدول الأعمال7.

كما كان يمتلك المغرب سنة 2014 مصفاتين ٱثنتين لتكرير النفط الخام بقدرة 000 155 برميل في اليوم.[9] وقد توقفت شركة سامير المغربية على العمل في القطاع جراء صعوبات مالية وتم الإعلان في غشت 2015 عن توقف نشاط مصفاة المحمدية وأحيلت على التصفية القضائية في الفاتح من يونيو 2016 8.

ولقد كان يُستغل منجم للفحم في جرادة وحاسي بلال، شمال شرق البلاد بالقرب من الحدود الجزائرية من قبل مناجم فحم المغرب جرادة من سنة 1936 إلى سنة 2000، ورغما إغلاق شركة مفاحم المغرب لمناجمها منذ 18 سنة، إلا أنه هناك قرابة ألف من عمال المناجم غير الشرعيين يحفرون الآبار بحثا عن الأنتراسيت في أعماق تصل إلى 80 مترا، وكنتيجة لذلك يتم تسجيل العديد من الوفيات كل عام في هذه المناجم غير الشرعية والتي تسمى بمناجم الموت، وذلك بسبب مرض "السيليكوز" الذي يصيب العديد من المنجميين بسبب استنشاقهم لنوع من الغبار داخل مناجم الموت تاركين ورائهم زوجات مكلومة وأطفالا بدون معيل، وكثير من مرضى الرئة.

أما المحطات والم‍ص‍ا‌نع الجديدة التي تم إنجازها بين عامي 2009 و2018 فهي :9

• سنة 2009: تم إنشاء محطة للديزل في طان طان (116 ميغاواط)، توربينات الغاز في المحمدية (300 ميغاواط)، بالإضافة إلى توسيع محطة الديزل بالداخلة (16٬5 ميغاواط). • سنة 2010: محطة للطاقة الحرارية الشمسية بدورة مركبة في عين بني مطهر (472 ميغاواط، منها: 2 توربينات غاز 150,28 ميغاواط، توربين بخاري 172 ميغاواط، محطة الشمسية 20 ميغاواط تغطي 88 هكتارا) 10. • سنة 2012: توربينات الغاز بالقنيطرة (315 ميغاواط). • سنة 2014: توسيع محطة الجرف الأصفر بوحدتين (المجموعتان 5 و6: 700 ميغاواط). • سنة 2016: توسيع محطة الديزل بالداخلة بالمجموعة الخامسة من الديزل (16,5 ميغاواط)، ومحطة العيون بأربعة مجموعات ديزل (72 ميغاواط). • سنة 2017: توسيع محطة جرادة لتوليد الكهرباء بالفحم (320 ميغاواط، حيث بدأ العمل على المشروع في عام 2014). • سنة 2018: محطة الطاقة الحرارية بآسفي (مجموعتان من 693 ميغاواط) بدأت الإشتغال مع نهاية سنة 2017، وهي مملوكة لSafi Energy Company (شركة آسفي للطاقة)، والمساهمين: Nareva وهي فرع من الشركة الوطنية للاستثمار بحصة %35، GDF-Suez بحصة %35، والمجموعة اليابانية Mitsui بحصة %30. 11 ومن المقرر أن يلبي مشروع المحطة الحرارية بالناظور (مجموعتان من 693 ميغاواط) طلب البلاد المتزايد على الطاقة الكهربائية بعد سنة 2020. وللإشارة نجد أن الطاقات المتجددة في المغرب تساهم بحصة %9 (معظمها من الكتلة الحيوية بنسبة %7) وأخيرا الكهرباء بـ %2,2. فلقد عرفت الطاقات المتجددة تطورا سريعا في المغرب (إرتفع الإعتماد على الطاقة الريحية من %2,8 سنة 2010 إلى %8,1 سنة 2015)، وذلك بفضل دعم الدولة التي وضعت هدف الوصول إلى %42 سنة 2020. كما يكتسب المغرب الوسائل الضرورية التي تمكنه من إعتماد الخيار النووي بحلول عام 2030. وبهذا نجد أن المملكة المغربية تحاول تلبية إحتياجاتها الطاقية المتزايدة من خلال إستراد الطاقة الأحفورية، مع تبنيها وتطويرها لقطاع الطاقات المتجددة من الطاقة الشمسية من خلال محطة نور في ورززات، والطاقة الريحية في المناطق الشمالية للمملكة، والطاقة المائية من خلال السدود. إلا أن المحطات والم‍ص‍ا‌نع الجديدة التي تم إنجازها بين عامي 2009 و2018 تشير إلى أن المملكة مازالت تعتمد على الطاقة الأحفورية لإنتاج الطاقة الكهربائية، كما أن الطاقات الأحفورية التي تزخر بها البلاد تشير كذلك إلى إمكانية إستغلال هذه الطاقات مستقبليا. المراجع المعتمدة 1. الوكالة الدولية للطاقة 19/09/2017. 2. World Energy Resources: 2013 Survey - chap.2 : Oil (voir p.2.52), site du Conseil mondial de l'énergie consulté le 3 avril 2014. 3. Study of the Kinetics and Mechanisms of Thermal Decomposition of Moroccan Tarfaya Oil Shale and its Kerogen, 2008. 4. الماسح الجيولوجي الأمريكي. نسخة محفوظة 13 أبريل 2018 على موقع واي باك مشين. 5. Concept Paper for Creating an International Oil Shale Council for the Nations of Egypt, Jordan, Morocco, Turkey and Syria (pages 26-27), Euro-Mediterranean Energy Market Integration Project, 2010. 6. Le tribunal de commerce de Casablanca prononce la liquidation judiciaire de la Samir !, Agence Ecofin, 1 /6 /2016. نسخة محفوظة 19 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين. 7. USGS Minerals Year Book - Phosphate Rock 8. Uranium from Phosphates, الجمعية النووية العالمية، 2015. 9. Réalisations pour le renforcement de la Capacité de Production et du transport électriques (2009 – 2015), Ministère de l'Énergie. نسخة محفوظة 03 يناير 2018 على موقع واي باك مشين. 10. Centrale thermo-solaire à cycle combiné intégré d’Ain Béni Mathar, Office national d'électricité. نسخة محفوظة 19 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين. 11. GDF-Suez, Nareva et Mitsui vendent pour 30 ans à l'Office de l'électricité du Maroc la production de la future centrale à charbon géante de Safi, L'Usine Nouvelle, 11 9 2013. نسخة محفوظة 13 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.