الفلسفة الوجودية هى مذهب فلسفي واسع، أسسه الفيلسوف الغربي سورين كيركجورد، وتبعه جان بول سارتر الذي يعتبر أهم روادها في العصر الحديث..

تندرج تحت الفلسفة الوجودية الكثير من الأفكار والقوانين والقواعد الفلسفية المختلفة، وتعني بمعناها العام إبراز وإعلاء قيمة الوجود الفردي للإنسان، فهو وحده مسؤول عن أفعاله، وله حق التصرف بحرية تامة في حياته، بدون قيود من أي نوع، سواء كانت قيود دينية أم اجتماعية أم غيرها، لأن ببساطة الإنسان لديه الإرداة والقدرة على الإختيار وتحديد مصيره وحياته، بدون الحاجة إلى موّجه، ولأن وجود الإنسان يسبق ماهيته، أي أنه أتى إلى هذه الدنيا كورقة بيضاء فارغة من كل شيء، وبمجرد أن يوجد وينبثق من العدم يبدأ في تشكيل حياته، من خلال التجارب الفردية التي يعيشها ..

للوجودية وجهين متناقضين، الوجه الأول أنها تدعو لتحرير الإنسان من فكرة الأديان والقيم والمباديء المجتمعية، أي تدعو للإلحاد والكفر بكل شيء عدا ذاتك ..

والوجه الثاني هو الجانب المؤمن، ويعرف بالوجودية الدينية، وتدعو الوجودية الدينية إلى إظهار قيمة الوجود الأعلى، والتي نستدل عليها من خلال الوجودية الفردية للإنسان، أي بإختصار طالما أن الفرد موجود، فثمة خالق وموجود أعلى انبثق منه الوجود الفردي الإنساني وهو الإله ..

برأيي أن الفلسفة الوجودية، تحيي في الإنسان وعيه بدوره في الحياة، وتقتل إعتماد الكلي على الغيب والقدر، وهو ما نلمسه ونراه في حياتنا، لكنها تغالي إلى درجة مبالغ فيها، فالإنسان مهما بلغ من الإرادة والقوة والقدرة، حتمًا هناك أمور لابد أن يتخلى فيها عن فكرة وجوده الفردي، ويلجأ إلى الآخر، أو إلى قيم المجتمع، أو إلى الموجود الأعلى الإله ..