النجوم وأنواعها وموتها


التعليقات

حسناً، غريبٌ أني لم ألحظ هذا الموضوع وقتَ إضافته، فأنا مولعٌ بكل ما يتعلّق بالفلك والفضاء. المُشكلة هي أنك تسأل عن شيءٍ مُعقّد ومتفرّع بطبيعته، لذا تصعبُ محاولة شرحه وكأنّ من أمامك "في الخامسة".

النجومُ، في الأساس، هي مُجرّد كرات عملاقة من الغاز. قد تعتقدُ أنها تتكوّن من نوعٍ خاصّ أو غريب من الغاز، لكنَّ جميع أنواع الغاز الموجودة فيها موجودةٌ أيضاً بالهواء الذي تتنفَّسُه كلَّ يوم. لكن يُوجد شيءٌ يُميّزها، وهو أنّها تُشعّ كميات عملاقة من الضوء والطّاقة، فكيفَ ذلك؟

السَّببُ في أنّ النجوم تُشعّ الضوء، هو أنه توجد عمليّة خاصة تحدثُ في مراكزها تسمى "الاندماج النووي". الاندماج النووي هو عمليّة اندماجٍ بين الذرات، مثلاً، كل ذرتا هيدروجين تتّحدان معاً فتُصبحان ذرة واحدة من عُنصر الهليوم، حُدوث هذه العملية يُطلق كميّة كبيرة جداً من الطاقة نحوَ الفضاء، وهذه الطاقة هي الضوء والحرارة اللّذين تشعرُ بهما من الشّمس وباقي النجوم.

لكن بعد مُرور فترة طويلة من حياة النجم، فإنَّه يبدأ باستنفاذ مخزونه من الغاز. مثلاً، بعد مليار سنة، سوف يتحوَّل كل الهيدروجين الموجود داخل شمسنا إلى هليوم، وعندها ستُصبح عاجزةً عن إنتاج المزيد من الطاقة، لأنّ الهيدروجين كان بمثابة "وقود" لها وبدونه لن تستطيعَ إنتاج أيّ ضوء ولا أي حرارة.

عندَ تلك المرحلة تكون قد انتهت المرحلة الأساسية من حياة النجم، ودخل في طور "الشيخوخة". تُوجد عِدّة طُرُقٍ ممكن أن تنتهي بها حياة النجم، فذلك يعتمدُ على كتلته (وزنه). لو كان النّجم ضخماً جداً، فإنَّه على الأرجح سيتحوّل إلى ثقبٍ أسود. لو كان بحجم الشّمس، فإنه سينفجرُ مثل قنبلة عملاقة عنيفة جداً تُسمّى "المستعر الأعظم" (Super nova). وأما لو كان صغيراً جداً، فإنّه سيستمرّ بالبُرود بُبطء، مثل شمعةٍ تنطفأ شيئاً فشيئاً، فيتحوّل إلى ما يُسمّى القزم الأبيض (White dwarf).

وماذا يحدث للقزم الابيض؟ وماذا عن النجم النيوتروني؟ وماذا عن النجم المستعر الأعظم؟

لذا تصعبُ محاولة شرحه وكأنّ من أمامك "في الخامسة".

لا تأخذ الامر حرفياً يا عزيزي، فقط هون على نفسك، وبالمناسبة شكراً على الشرح الرائع.

القزم الأبيض هو عبارةٌ عن كُتلة كثيفة جداً من الغاز انهارت إلى أقلّ حجم مُمكن لها فيزيائياً. فعندما تتوقّف عملية الاندماج النووي داخل النجم تُصبح قدرته على الاحتفاظ بشكله الكرويّ الكبير مُنعدمة، لأنَّ كلَّ المادة التي فيه تضغطُ باتّجاه واحدٍ نحو مركزه (بفعل قوة الجاذبية)، ممّا يجعلهُ ينهار على نفسِه. قد يتقلَّص حجمُ النجم ملايين المرّات بعد انهياره إلى القزم البيض، وهو المصيرُ الذي ينتظر مُعظم نجوم الكون بما فيها شمسُنا، لأنَّ لها كتلة مُتوسّط تقريباً. لا يحدث شيءٌ للقزم الأبيض بعدَ ذلك، فهو يبردُ ويخفتُ لوحده مع مُرور الزَّمن، لأنه يُصبح عاجزاً عن توليد أيّ طاقة جديدة، وبالتالي يخسرُ ضوئه وحرارَته بالتدريج حتى يتحوَّل إلى كُرة سوداء مُظلمة، ويُسمّى عندها "القزم الأسود" (Black Dwarf)، إلا أنَّ العُلماء يظنُّون أن المُدّة التي تحتاجُها الأقزام السوداء لتتكوّن طويلةٌ جداً، بحيث أنَّ كوننا لا زال خالياً منها حتى الآن.

النجم النيوتروني هي مرحلةٌ تمرُّ بها نجومٌ مُعيّنة لها كتلة كبيرة، أكبرُ من أن تصبح أقزاماً بيضاء، لكن أقل من أن ينتهي بها المطافُ كثقوبٍ سوداء. النجم النيوتروني هو عبارةٌ عن كُتلة من الغاز ذات كثافة جنونيّة، فقد يكونُ قطر النّجم كُلّه أقلَّ من طول مدينة القاهرة، إلا أنَّه يختزلُ داخله مادّة تُعادل عشرات أضعاف ما في الشّمس كُلّها. للنجوم النيوترونية عِدّة صفاتٍ غريبة جداً، من أهمّها أنّ لها حُقولاً مغناطيسيّة ذات قوّة هائلة، ولهذا السَّبب، فهي تدورُ حول نفسها بسُرعة شديدة طوال الوقت، فالنجم النيوتروني العاديّ قد يُتمّ أكثر من مائة دورة حول نفسه في الدّقيقة الواحدة (قارن ذلك بالأرض، التي تحتاجُ يوماً كاملاً).

المُستعر الأعظم هو طريقةٌ تنتهي بها حياة النّجوم التي تنهارُ على نفسها انهياراً مُفاجئاً بفعل توقّف عمليّة الاندماج النووي، وهو لا يحدثُ إلا للنجوم الكبيرة جداً والتي تحتوي كميّات عملاقة من المادّة. تُعتبر المستعرات العظمى واحدةً من اعنف الظواهر في الكون، إلى حدِّ أن لو أحد النجوم القريبة منّا في الفضاء قد انفجرَ بهذه الطّريقة، فقد تكونُ له آثارٌ مُباشرة على الحياة على سطح الأرض.

شكرًا جزيلًا

شرح جميل

-1

جميل جدا


اشرحها وكأني في الخامسة

لا نريد مصطلحات فخمة، أو معاني معقدة، كل ما نريده هو أن نفهم الأمر في أبسط أشكاله، إذا كنت ستشرح لنا مفهومًا ما أو ستُجيب على أسئلتنا فقط تخيل أنك تشرح الموضوع لطفل في الخامسة من عمره.

65.2 ألف متابع