منذ أن بدأت بالقراءة عن العملات الإلكترونية نهاية العام الماضي أدركت أنها قد تكون مخرجاً أو مساعداً لنا كعرب من مشاكل عديدة سواءاً على المدى القريب أو المتوسط.
لهذا سأحاول أن أنقل ما تعلمته وأنا لا أدّعي الخبرة في هذا المجال. لأنه ما زال أمامي الكثير لتعلمه.
هناك استخدامان مفيدان للعملات الالكترونية وتقنية البلوكشاين
الاستخدام الأول: كعملة أو كقيمة تخزينية
الليرة السورية أكثر من عشرة أضعاف. في عام ٢٠١١ كان الدولار الواحد حوالي ال٥٠ ليرة سورية وفي هذه السنة وصل ل٥٠٠ ليرة سورية.
في مصر ايضا ارتفع الدولار من ٦ جنيهات في ٢٠١٢ إلى ١٧ جنيه هذه السنة.
نحن الآن نمر بمرحلة صعبة جديدة ولا تبدو ملامحها واضحة. كعرب, من الواضح أننا فقدنا مكانتنا مع فقدان النفط لمكانته. ونخوض حروبا عديدة.
بدون الدخول في تفاصيل السياسات, لكن كمواطنين, قد نستطيع أن نخفف من وطأة ما قد يأتي. إن كانت السياسات المتّبعة حاليا غير مجدية.
وهنا قد تأتي عملات مثل البتكوين, الايثيريوم وغيرها كبديل للدولار والذهب أو حتى كمرادف لهم إذا أردنا أن لا نخاطر باستبدال الذهب والدولار بشكل كامل.
فهذه العملات يسهل حفظها إذ أنها عملة الكترونية يتم حفظها في جهاز كومبيوتر أو تلفون أو حتى في ورقة. وتجدر الاشارة هنا أننا لا نحتاج لموافقة أحد عندما نريد أن نأخذ ما نملكه من العملات الاكترونية من مكان لآخر.
قد يقول قائل أن العملات الالكترونية غير مستقرة وهذا صحيح. لكن قد يكون هذا السبب بالذات من أهم الأسباب لاستعمال العملات الالكترونية.
الاستخدام الثاني: كتكنولوجيا مستقبلية
قد يكون رأيي هنا مثيراً للجدل لكنّي أعتقد وقد أكون مخطئاً بأننا لم نقم بمواكبة التكنولوجيا في موجتها الأولى في نهاية التسعينات ولا موجتها الثانية في نهاية ال٢٠٠٠.
كان عندنا مشاريع نجح منها القليل.
ما يحصل الآن فيما يسمى وب ٣٫٠ قد يكون فرصة جديدة لنا لمواكبة موجة جديدة من التكنولوجيا. هذه الموجة ما زالت في بدايتها وهناك أمران يجعلان دخولنا في الموجة القادمة كعرب أسهل من الموجات السابقة
الأمر الأول أن نسبة الشركات التي تعمل عن بعد في التطبيقات اللامركزية كبير. والجميع يبحث عن مهندسين/مبرمجين لكي ينضموا إلى هذه الفرق. فعلى خلاف الموجتين السابقتين, الشركات المميزة غير محصورة في السيليكون فالي. فهناك شركات في كل مكان. ومؤخرا نجح رائد أعمال عربي: يزن الرحيم من تأسيس شركة تقوم ببناء تطبيق غير مركزي يعتمد على تقنية الايثيريوم.
الأمر الثاني أن أغلب المشاريع مفتوحة المصدر. اليوم نستطيع أن نقرأ كل شيء عن التقنية المستخدمة في البتكوين والايثيريوم. في الماضي لم يكن بمقدورنا حتى تخيل شكل مكاتب شركات مثل جوجل وأمازون.
كون المشاريع مفتوحة المصدر فهذا الأمر يمكننا من معرفة كيف تم بناء تطبيقات على مستوى عالٍ من الكفاءة ومن قبل أفضل المهندسين/المبرمجين.
اذا عملنا على الاستفادة من هذه التقنية وخاصة أنها في مرحلة مبكرة فقد نحصل على جيل قادر على العمل مع شركات عالمية أو بناء شركات قد تقدم حلول على مستوى عالمي.
سأقوم بكتابة المزيد للتوسُّع في الاستخدام الأول من حيث كيفية الحصول على العملات الالكترونية, كيفية الاحتفاظ بها وانشاء المحفظات الالكترونية, وسأقوم بالتوسع ببعض العملات التي أراها شخصياً مثيرة للاهتمام والمتابعة.