الانفصال عن الحاضر أو العيش في تفكير مفرط من الخوف والقلق بشأن المستقبل يجعل أصحابه غير قادرين على الاستمتاع بحاضرهم حتى لو كان جيدًا وبدون أي مشاكل، فكيف نعيد تدريب أنفسنا على العيش في الحاضر بدون القلق والخوف من المستقبل؟
كيف نعيد تدريب أنفسنا على العيش في الحاضر بدون القلق والخوف من المستقبل؟
العيش في الحاضر يتطلب تركيز الانتباه على اللحظة الحالية والتخفيف من التفكير في المستقبل. يمكننا تحقيق ذلك من خلال بناء عادات يومية تركز على الحاضر. واحدة من الطرق الفعالة هي ممارسة التأمل اليومي، حيث يمكن أن يساعدنا على تهدئة العقل والتركيز على الحاضر.
التنفس العميق يمكن أن يكون وسيلة ممتازة لتهدئة الأعصاب وإعادة التركيز على اللحظة. في أي وقت تشعر فيه بالقلق، حاول أن تأخذ بضع دقائق للتنفس ببطء وعمق، محاولًا التركيز فقط على عملية التنفس.
التقدير والامتنان هما مفتاحان آخران للعيش في الحاضر. نحاول أن نقضي بضع دقائق كل يوم لتفكر في الأشياء التي تشعر بالامتنان لها في حياتنا. هذا يساعدنا علئ نقل انتباهنا من القلق بشأن المستقبل إلى التقدير للحاضر.
القلق بشأن المستقبل لن يغير منه شيئًا. كل ما يمكننا فعله هو العيش في اللحظة الحالية والاستمتاع بها بأقصى ما نستطيع.
هل من الممكن أن تحدثنا أكثر عن التأمل اليومي وكيف تقوم به؟ فعن نفسي جربته ولم ينفع معي فربما أخطأ في شيء يؤثر على نتيجته لأن الكثير ينصح به لفعاليته.
القلق بشأن المستقبل لن يغير منه شيئًا. كل ما يمكننا فعله هو العيش في اللحظة الحالية والاستمتاع بها بأقصى ما نستطيع.
هذه حقيقة أنا أتفق معها ولكن ليس من السهل تغييرها، الأمر أشبه بمن يجلس في مناسبة سعيدة وعليه أن يركز عليها ولكن فجأة يتذكر أن عقب هذه المناسبة عليه أن يعود ليفكر في حل مشكلة أو يواجه أزمة ما فيظل عقله عالق في توقع ما سيحدث له بعد هذه المناسبة. نتيجة طبيعية للخوف الشديد بالأخص وإذا كانت مدعمة بتجارب سلبية أخرى كثيرة.
هناك تمرين أفعله ويأتي بنتائج ممتازة، وهو قائم على استشعارك لما بين يديك من نعم تعيدك للحاضر، فتبدأي بسؤال نفسك، ماذا أرى، ماذا أسمع، ماذا أشم، ماذا أتذوق، مع استحضار كل إجابة بنوع من الشعور بها تجدين نفسك شعرتي بنوع من الامتنان والاطمئنان وهذا يقلل من شعور الخوف من المستقبل، وإن ظلت هناك فكرة ملحة عليك بشأن مستقبلك، أفكر في كيف يمكنني فعل شيء تجاهها، مثلا لو فكرت بمصدر إضافي للدخل بسبب قلقي على المستقبل، اسأل نفسي ماذا بإمكاني أن أفعل، وبعدها ابدأ في التعلم والبحث لأصل لتحقيق ذلك، ولكن إن كان ما أفكر به ليس بين يدي فالأفضل التخلص منه
أفكر في كيف يمكنني فعل شيء تجاهها، مثلا لو فكرت بمصدر إضافي للدخل بسبب قلقي على المستقبل، اسأل نفسي ماذا بإمكاني أن أفعل
أفهم تمامًا الدافع وراء هذا التفكير، لكن قد تكون هناك نقطة هامة يجب مراعاتها. التفكير في كيفية التعامل مع القلق بشأن المستقبل، مثل البحث عن مصدر إضافي للدخل، قد يبدو وكأنه وسيلة للمساعدة على تقليل القلق، لكن في الواقع قد يُدخلنا في دائرة من التفكير المفرط التي نحاول الهروب منها.
المشكلة تكمن في أننا عندما نفكر في حلول للمستقبل بشكل مستمر، نغرق في تفاصيل وأفكار قد لا تكون ذات قيمة حقيقية في اللحظة الحالية. هذا يجرنا بعيدًا عن العيش في الحاضر ويمنعنا من الاستمتاع باللحظة أو اتخاذ قرارات عملية مفيدة بشكل فوري. بدلًا من البحث المتواصل عن الحلول، ربما يكون من الأفضل تقليص التركيز على المستقبل غير الملموس والبحث عن استراتيجيات لتوجيه القلق بشكل إيجابي وواقعي، دون الانغماس في دوامة من الأفكار التي قد تبقى دون تنفيذ.
مثل البحث عن مصدر إضافي للدخل، قد يبدو وكأنه وسيلة للمساعدة على تقليل القلق، لكن في الواقع قد يُدخلنا في دائرة من التفكير المفرط التي نحاول الهروب منها.
إن تعاملنا مع كل تفكير يأتي لذهننا أنه يسبب قلق مفرط وحلقة لا تنتهي سنظل مكاننا دون تفكير، محلك سر كما يقولون، التفكير المفرط يأتي من عدم الوعي بما هو ممكن وما هو غير ممكن، لذا تقييم الفكرة والحل مهم جدا لأرى إن كان بإمكاني التحسين أو البقاء كما أنا
من المهم أن نذكر أنفسنا أن المستقبل ليس في أيدينا بالكامل. التركيز على ما يمكننا فعله الآن هو الذي سيساعدنا على الاستمتاع بحاضرنا دون تشويش التفكير الزائد عن المستقبل. التركيز على الأشياء التي تفرحنا الآن حتى لو كانت لحظات صغيرة كذلك تحويل طاقاتنا للتركيز على أهداف صغيرة قابلة للتحقيق في يومنا الحالي، الأمر الذي يُشعرنا بالإنجاز ويزيد من رضانا. أعتقد أن ذلك يساعد في تهدئة العقل واحتوائه.
وماذا لو كان ما يقلق الإنسان ليس في يده ولكنه مضطر للتعامل معه أو التأثر به، مثلا كيف يمكن لإنسان مازال صغير وتعيش عائلته أزمة مادية كبيرة ألا يفكر في مستقبله ويخشى عليه وحياته مهددة ولا يوجد ما يستطيع فعله؟ بالطبع وقتها لن يكون قادرا على عيش حياته بشكل طبيعي وهو يعلم أن كل عالمه قد ينهار فجأة.
أعتقد أنه من المهم أن نتعامل مع القلق بشكل عقلاني. فعلاً المستقبل ليس بيدنا بالكامل، لكن القدرة على التعامل مع التحديات الحالية يمكن أن تساعد في تحفيز الشعور بالتمكن . ربما يكون الحل في التكيف مع الوضع الراهن، وتعلم كيفية إيجاد فُرص صغيرة للتحسين حتى وسط الأوقات الصعبة، سواء من خلال تحسين مهارات الشخص أو البحث عن حلول مؤقتة لتخفيف الأعباء.
بالفعل هذه الكلمة التي ذكرتيها حق، هو تدريب بالفعل، يجب أن ندرب أنفسنا على العيش في الحاضر وهو تدريب صعب الممارسة ولكن يجب أن نتقنه، وهذا التدريب يتطلب خطوات يومية بسيطة لكنها مؤثرة برأيي أولها أمر نستخف به كثيراً ويمارسه كل العظماء، التأمل، أي بدء يومنا بممارسة التنفس العميق والتركيز على اللحظة الحالية.
واصطياد فرصة أثناء تناول الطعام، حيث أركز على الطعم بدلًا من التفكير في المهام القادمة وعند المشي ألاحظ الأصوات والطبيعة من حولي، عندي نهر النيل قريب من بيتي، جربت هذا أثناء مشيي واكتشفت كم راح عليّ في حياتي من متع بسبب التفكير، بدلاً من الانشغال بالتخطيط للمستقبل القريب والبعيد صرت أحاول التعامل مع كل لحظة اتذكر ان اكون فيها باللحظة الحالية.
أعتقد أن استغلال الحواس أثناء قيامنا بالمهام اليومية بدلا من التفكير قد تكون طريقة فعالة حقا سأجربها بشكل شخصي لأرى النتيجة.
بدلاً من الانشغال بالتخطيط للمستقبل القريب والبعيد صرت أحاول التعامل مع كل لحظة اتذكر ان اكون فيها باللحظة الحالية.
ولكن ألا يتعارض هذا بشكل عام مع أهمية التخطيط للمستقبل من وضع الأهداف وآلية تنفيذها وتوقع النتائج المحتملة والعوائق التي قد تقابلنا ووجود خطط بديلة للتعامل مع المستجدات والطوارئ؟
من الطرق الجيّدة للعيش في الحاضر هو تغيير الروتين؛ بالذهاب في رحلة أو مكان جديد، يضفي ذلك على الحاضر قوة خصوصاً لو اقترن بالنية للتركيز في الحاضر.
فالمستقبل سيأتي وستعرفيه في وقته، والماضي قد حدث ولا يمكن تغيير شيء فيه.
وإن كان لابد من تخطيطك للمستقبل، يمكنك تحديد وقت مخصص له يومياً، واستخدامك ورقة وقلم لتدوين الأفكار سيساعد في ترتيبها ورؤيتها بشكل أوضح.
التعليقات