من مِنّا لم يسمع بهذه المقولة، منذ صغري كنت أكتبها على لوح صفي كحكمة، لكن عندما كبرت وجلست أفكر بيني وبين نفسي، بدأ الشك ينتابني في صحتها. وأتساءل هنا، هل حقًا كل من جسمه عليل ولديه مشاكل صحية، يعني أن عقله غير سليم. وإن كان كذلك، فلماذا نرى ستيفن هوكينغ عالم الفيزياء الشخص الضعيف البنية والذي يعاني من عدة أمراض، أبرزها مرض التصلب الجانبي الضموري، عقله سليم مبدع وعبقري عصره؟! أم أنني فهمت المقولة بشكل خاطيء؟
"العقل السليم في الجسم السليم"، هل حقًا هي واقعية؟
لا شك في أن الإنسان كلما كان صحيحاً على المستوى المتعلق بالصحة البدنية، كلما أدى ذلك لنشأة بيئة خصبة للتفكير السليم والعقل القوي، فلا يختلف أحد على أن الصحة تمنح العقل فرصة كبيرة على الإبداع والتفكير البناء، ونشير أيضاً إلى أن ممارسة الرياضة بالإضافة إلى كونها تقوي البدن، فهي تحسن من العمليات الذهنية التي تتم داخل العقل من خلال إفراز الهرمونات التي تحسن من عملية التفكير وزيادة الذاكرة، وفكرة أن يوجد أحد الأشخاص الذين لديهم مشاكل بدنية وتكون عقولهم عبقرية فهذا الأمر يتعلق بقوة إرادتهم وعدم استسلامهم للظروف، فكما أن الصحة تعتبر عاملاً محفزاً لقوة العقل فالمشاكل البدنية لا تمثل عقبة كبرى للأشخاص الأذكياء.
التعليقات