من أكثر الأشياء التي نبحث عنها في الحياة هو شعورنا بالرضى عن أنفسنا، قد نجد البعض وصل لمرحلة متقدمة من عمره يخبرك بأنه لا يشعر بالرضى عن نفسه ويتذمر من ذلك، لِذا هنا ارتأي في معرفة آرائكم، هل وصلتم إلى مرحلة الرضا عن النفس أم أن هذا الأمر بعيد المنال؟
هل تشعر بالرضى عن نفسك؟
مرحبا أيها المجهول.
سؤالك، في الحقيقة، هو أحد الأسئلة التي أطرحها على نفسي طول الوقت، كما أتساءل عن إجابتها بالنسبة لمن حولي، وأعتقد أننا كلنا نستمر في التساؤل: هل أشعر بالرضا عن نفسي؟
أعتقد أن الإجابة عنه تتغير مع كل مرحلة من مراحل حياة الإنسان، لأنها تتعلق بظروفه ونضجه وتطور شخصيته.
مثلا، الإنسان في عمر صغير غالبا ما يشعر بالرضا عن نفسه لأن المطلوب منه ليس كثيرا. لا يملك مسؤوليات عظمى ولا يجب أن يحقق إنجازات معينة، وهكذا فليس لديه مصدر للقلق.
أما عندما يكبر وتتسع آفاقه، فإنه يشعر أن عليه أن يحقق شيئا ما في الحياة، يصبح لديه أحلام وأهداف ويصير لزاما عليه أن يحقق استقراره المادي ويعتمد على نفسه ويتفوق على أقرانه، وهنا قد تحصل مشكلة، ففشل المرء في مسعاه أو مواجهته لعقبات، أو تخطيه لسن معينة دون إنجاز يذكر أو دون "زواج، بيت، عمل، سيارة" قد يجره إلى فخ الإحباط واحتقار الذات، ولا يشعر بالرضا عن نفسه.
بالنسبة لي، الشعور بالرضا عن النفس عملية متواصلة ويومية، ولا ترتبط بإنجاز معين. المهم أن أكون بصحة جيدة محاطة بالعائلة والأصدقاء، وأسعى كل يوم لتحسين نفسي والوصول إلى نسخة أفضل منها.
منذ وقت ليس بالبعيد كنت أشعر بعدم الرضا عن الذات، بالرغم من أني أنجزت العديد من الأشياء التي لم ينجزها الأشخاص في عمري. لكن بدأت بطريقة تفكير جديدة، وهي أن أشعر بالرضا عن نفسي، بل أقدر نفسي لدرجة كبيرة وأعززها دوماً. بدأت أفكر بشكل إيجابي، لأن الأشياء تسير حسب ما التفكير بها.
الوصول إلى الرضى عن الذات، أعتقد أنه مهمة صعب الوصول إليها، و إن تمّ الوصول إليها فذلك قد يعود سلبا على النفس، لذلك الإنسان يسعى كل يوم ليحسّن من نفسه في كل جوانب الحياة، و يسارع في الخيرات و يعلم علم اليقين أن الدنيا دار ممر و ليست مقر...، لذلك هو في هذه الحياة يسير في رحلة من التزكية و التنقية و الترقية...
أما من ناحية الرضا كشعور فإنّ الإنسان يعيشه كلما كان في اقتراب من الله سبحانه وتعالى، و ينقص ويخبو شعور الطمأنينه و الرضا كلما ابتعد.
لا يقتصر الرضى عن النفس عندما نحرز تقدمًا في حياتنا أو نحقق نتائج ملمومسة، فربما القدرة على تحدي الظروف المريرة والصعبة هو انجاز، أيضًا الشعور بالرضى لمجرد الجلوس مع العائلة وتناول كوب من الشاي، أليس هنا من المفترض أن نشعر بالرضى عن أنفسنا؟! ووو
عزيزتي بدون الرضى عن الذات لن نشعر بالسعادة أو بناء الثقة فينا!
أجل، أنا راضية عن نفسي دون أن يمنعني هذا من تطويرها و الانتباه لأخطائي. لأقل بالأحرى أنني متصالحة مع ذاتي، أعرف أنها لن تكون يوما كاملة و لذا علي تقبل أخطائها و تجاوزها حتى لا أكررها.
إجابةً على السؤال في البداية: أنا أشعر بالرضا التام عن نفسي.
أمّا بالنسبة للتوضيح، فهو ما أريد أن أقوم بشرحه، حيث أنني -ويا للمفاجأة- لم أكن أكن لنفسي هذا الرضا من قبل، ومنذ فترة ليست ببعيدة كنتُ من ضمن الأشخاص الذين يقومون بلوم أنفسهم على الدوام. المشكلة الرئيسية أو المعضلة التي منحتني فرصةً أخرى تجاه نفسي هي أنني اكتشتفتُ أن لوم نفسي على كل شيء ليس حلًّا، وأن التجربة التي نخوضها مهما كانت فاشلة، ومهما كنّا مخطئين حيالها، فهي تتضمّن حقيقتين لا فرار منهما، وهما:
- ما ذهب لن يعود، لذا فاللوم والندم ليس لهما معنى.
- لا يوجد شيء يحدث لا نتعلّم منه شيئًا، لذا فالمكسب موجود حتى في الأخطاء، بشرط ألا نكرّر أيٍّ من هذه الأخطاء أكثر من مرّة.
الرضا عن النفس امر نسبي وليس قياسي .. لأن الأمر أقرب الى الفلسفة الذاتية .لكن في طبيعة حياة الانسان هناك رضا عن النفس يتمثل في قدرته على التكيف مع متغيرات وظروف الحياة، وأيضا ان يحقق جزء من طموحه ولديه سعة الفكر والقدرة على الذهاب للجزء الآخر ثم قدرته على ان يكون شيئا مذكرا في المجتمع.
انا شخصيا اشعر بأنني راضٍ عن نفسي وقد حققت الكثير من طموحاتي ومن قدرتي على ان اكون شيئا مذكورا في المجتمع ولدي ما يمكنني تقديمه للغد ان شاء الله .
وكما يمكنني ان اساعد الاخرين على ان يكونوا على ثقةبانفسهم.
الحمد لله راضية عن نفسي في بعض الأشياء، لكن الرضا الذي يجعلني أصل للرضا الكامل لم أصل لهذه الدرجة.
فنحن بطبيعة الحال بشر، متذبذبون، أحيانا نكون في قمة عطاءنا، وإنجازنا، وفي بعض الأوقات نشعر بالملل والضيق، ونجلس بلا هدف.
لا أرضى عن نفسي بشكل كامل، لأني إذا رضيت فماذا بعد الرضا؟
الرضا يجعلني أركن إلى أن كل شيء فعلته كان جيدا.
بينما في الحقيقة عدم الرضا الكامل، يجعلني أبحث عن الكمال، ويحثني على العمل، وتحسين حياتي في جميع جوانبها.
لا أظن أنني قد أصل لمرحلة ما وأكون راضية عن نفسي، وإذا حدث ذلك حقا فأعلم بأن الشغف والطموح الذي يرافقني طيلة تلك السنوات بدأ يتلاشى، في عام واحد فقط تغير كل شئ لا يمكن أن أنكر أنني تحسنت للأفضل ولكن مازالت أنظر للكثير من النواقص التي لابد أن تصلح وأولهما الإلتزام والإنضباظ هما ما يجعلاني أشعر حقا بنوع من القبول إتجاه ما أقوم به.
عندما يتكرر هذا السؤال: هل أنا راضية عن نفسي؟ يتشكل جوابا طويلا عريضا يخبرني بأنني لابد أن أطور من نفسي واصحح زلات وأعيد ترتيب أولوياتي، لذلك هذا السؤال دائما يحيلوني الى طموح جديد وهدف أخر.
سؤال بالنسبة لي مؤلم جدا ... لست راضية عن نفسي وفي نفس الوقت لا أجلدها ..
كنت قارئة ممتازة ولم استمر وبعد سنوات عدت بقراءات مترنحة .
كتبت العديد من المقالات في معظم الصحف ولم أستمر .....
في جهازي كذا كتاب ألفته وفي منتصف الطريق أتوقف ..
كنت أرسم باتقان وجمال وتركت الرسم ..
كنت أعرف التفصيل والخياطة وبدأت وفصلت وأنجزت ولم أستمر فنسيت
كنت أعرف أشغال الصوف والتطريز وأنجزت ولم أكمل وأتعلم وأبدع ونسيت
كانت محاولات جيدة لنظم الشعر الحر ولم استمر وأثقف نفسي .
كان يعجبني الطبخ وكنت أبدع وأنصرفت عنه كارهة له ولو أستمريت لأبدعت .
وأشياء كثيرة جدا ضاعت مني وكنت سأملكها .
هو تشتت أو لعدم وجود الموجه الذي يساعدني على الاستمرار ... لا أعرف لكني جدا تضايقت .
كلنا لدينا حماس بدايات، لكن بعد ذلك الحماس ينطفيء، هنا يجب معرفة الاسباب، هل عدم المشكلة في عند تنظيم الوقت، هل في الخلل في الأولويات، هل لأنه لا يوجد نتائج ملموسة وبالتالي نصل إلى حالة من الفتور وعدم الرضى عن النفس، هل نحن محاطين بأشخاص سلبيين تجعل الإحباط يتسلل إلينا. وغيره، لهذا يجب معرفة السبب كي نبدأ نعالج الامر وإلا سينتابنا الندم لاحقا .
التعليقات