نعلمُ أنّ الاسم المعطوف في اللغة العربية (الذي يأتي بعد حرف العطف كالواو أو الفاء) يوافقُ الاسم المعطوف عليه من الناحية الإعرابية (الرّفعُ، النّصبُ، الجرُّ والجزم).

فإن كان الاسم المعطوف عليه منصوباً مثلاً، سيكون الاسم المعطوف منصوباً أيضاً، مثل: أنفقَ درهماً وديناراً.

أسلوب المقطوع عن العطف:

يكون لدينا مجموعة من الأسماء المعطوفة على بعضها، ولكن يأتي من بينها اسمٌ يخالف بقية الأسماء من الناحية الإعرابية، فنرى جملةً فيها عدّة أسماءٍ معطوفةٍ مرفوعةٍ مثلاً، وبينها يوجد اسمٌ منصوب، أو ربما تكون الأسماء المعطوفة منصوبةً وبينها اسمٌ مرفوع.

هذا الاسم الذي يخالف بقية الأسماء يُسمّى "المقطوع عن العطف"، والهدف منه هو تنبيه السّامع أو القارئ لأهمية هذه الكلمة التي خالفت بقية الأسماء وأحدثت حالة استغرابٍ عند سماعها أو قراءتها.

أمثلة قرآنية:

قال تعالى: {{لكنِ الرّاسخونَ في العلمِ مِنهم والمؤمنونَ يؤمنونَ بما أنزِلَ إليكَ وما أنزِل مِنْ قبلكَ والمُقيمنَ الصّلاةَ والمؤتونَ الزكاةَ والمؤمنونَ باللهِ واليومِ الآخِرِ أولئكَ سنؤتيهِم أجْراً عظيماً}} (النساء: 162)

في الآية السابقة وردت الأسماء التالية "الراسخون" و "المؤمنون" و "المؤتون" مرفوعةً، وبينها جاءت "المقيمنَ" منصوبةً بالرّغم من أنّها معطوفة على ما سبقها؛ أي يجب أن تُرفع، ولكنّها قُطعت عن العطف تخصيصاً لها وتنبيهاً على شرف وفضل المقيمين للصّلاة.

فيصبح تقدير الكلام حينها: "لكنِ الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون ... (وأخصُّ المقيمين الصلاة) والمؤتون الزكاة ... ".

وقال تعالى: {{إنَّ الذينَ آمنوا والذينَ هادوا والصّابِئونَ والنّصارى مَنْ آمنَ باللهِ واليومِ الآخِرِ وعمِلَ صالحاً فلا خَوفٌ عليهم ولا هُم يَحزنون}} (المائدة: 69)

نرى في الآية السابقة أنّ كلمة "الصابئون" وردت مرفوعةً بين منصوبات (فالحرف "إنّ" حرفٌ مشبّهٌ بالفعل، ينصبُ الاسمَ بعده، وبالتالي ينصبُ الأسماءَ المعطوفةَ على الاسم بعده)، وتكون كلمة "الصابئون" مقطوعةً عن العطف للتركيز على هذه الكلمة تحديداً بجذب القارئ أو المستمع إليها، ويصبح تقدير الكلام حينها: "إنَّ الذينَ آمنوا والذين هادوا (وكذلك الصابئون دون استثناءٍ لهم عن البقية) والنّصارى ...".