بسم الله الرحمن الرحيم.

تحدثنا في الدروس السابقة عن بعض أقسام الأسماء في العربية، هذا اليوم سنتحدث عن أحد التقسيمات الأخرى النكرة والمعرفة،

النكرة والمعرفة

لنمثل على ذلك، عندما نقول "قرأتُ مقالًا" كلمة "مقالًا" هنا غير معيّنة، أهذا المقال هنا أم على أكاديمية حسوب مثلًا؟ من كتبه؟ ما هو هذا المقال بالتحديد؟ "مقالًا" هنا تسمى نكرة،

النكرة: هو ما شاع في جنسٍ معلوم كرجلٍ أو مقدر كشمسٍ.

وهنالك قاعدة تقول أن النكرة كل ما يدخل عليه "ال"، أو كل ما رب عليه تدخل، من التعريف السابق، نجد النكرة قد تكون جنس معلوم كمقال، كتاب، ورجل فهذا جنس موجود منه أفراد، ويمكن أن ندخل عليه "ال" فنقول المقال، الكتاب، والرجل، بينما قد تكون تلك النكرة مقدرة لأنها تدخل عليها "ال" لكن ليست جنس، ومثلَ شيخنا بشمسٍ لأنّ يوجد نجم واحد في مجموعتنا الشمسية يسمى الشمس، بينما كما قلنا يعتبرونها نكرة مقدرة لأنّه مع أنها واحدة ليست جنس لنوع، "ال" تدخل عليها.

وفي المقابل نجد المعرفة، إذا قلنا "قرأنا المقال" لأحظ أنّ كلمة "المقال" هنا تدل على مقالٍ معين نعرفه كلنا وليس جنس المقالات، المعرفة فرع عن النكرة إذ أن النكرة هي الأصل والتعريف هو الفرع، هنالك ستة أقسام للمعرفة:

  1. الضمائر.

  2. أسماء الإشارة.

  3. الأعلام.

  4. المعرف بال.

  5. اسم الموصول.

  6. المضاف إلى معرفة.

بإذن الله سنتحدث عن كل قسم من تلك المعارف، وسنبدأ بالضمائر أعرف المعارف، هذا الدرس يحتاج إلى بعض التركيز،

الضمائر

أعرف المعارف؛ لأنها لم تضمر إلا بعد أن عرفت، فعندما يسألك أحدهم "هل كتبت المقال؟" فترد "نعم كتبته" الملاحظ أنّ الهاء هنا لم نضمرها، إلا بعد أنّ عرفت على أنها هي المقال، تنقسم الضمائر بحسب ظهورها في الكلام، إلى ضمائر بارزة لها صورة في الكلام، وضمائر مستترة(مخفية)، وكل قسم منهما ينقسم إلى بعض الأقسام، لنبدأ بالضمائر البارزة،

الضمائر البارزة

إذا ما لاحظنا الضمائر في كلامنا العربي سنجد منها من يشير إلى المتكلم "نحن نكتب"، المخاطب "أنت تكتب"، الغائب "هو يكتب" وهكذا، وسنجد منها ما هو منفصل بحاله في كلمة لا يتصل بغيره من الكلمات مثل كل الأمثلة الفائتة، ومنه ما هو يتصل بكلمات أخرى نحو "نا" في "كتبنا"، والتاء في "كتبْتَ(تذكر الدرس الفائت لماذا هذا الفعل أخره سكون؟)"، إذن لنبدأ بالضمائر المنفصلة،

الضمائر البارزة المنفصلة

هل يوجد المزيد من الأقسام؟ نعم :(، سنجد من هذه الضمائر ما يكون دائمًا مرفوعًا، مثل "أنا كتبتُ" أي أنا الفاعل من كتب المقال ونعرف أنّ الفاعل مرفوع دائمًا، ومنها ما يكون دائمًا منصوبًا، مثال في قوله تعالى "إِيَّاكَ نَعْبُدُ" من الفاعل هنا؟ نحن وسنجد أنّ الضمير "إياك" أتى مفعول به، والمفعول به منصوب، إذن تنقسم الضمائر المنفصلة إلى ضمائر رفع ونصب، والضمائر المنفصلة لا تأتي مجرورة أبدًا،

الضمائر البارزة المنفصلة المرفوعة

هذه الضمائر تأتي دائمًا في حالة الرفع، وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

ضمائر المتكلم: أنا ونحن.

ضمائر المخاطب: أنتَ(للمفرد المذكر)، أنتِ(للمفرد المؤنث)، أنتما(للمثنى)، أنتم(لجماعة الذكور) وأنتن(لجماعة الإناث).

ضمائر الغائب: هو(للمفرد المذكر)، هي(للمفرد المؤنث)، هما(للمثنى)، هم(لجماعة الذكور)، هن(لجماعة الإناث).

مثال على الإعراب:

"أنا أكتبُ المقالَ": أنا =: "ضمير بارز منفصل مبني على السكون في محل رفع فاعل"، أكتبُ =: “فعل مضارع مرفوع بالضم لأنه لم يسبقه أداة جزم أو نصب"، المقال := “مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على أخره".

ملاحظات على ذاك الإعراب:

1. أنا، أنتَ، هو ..، هذه الضمائر دائمًا مرفوعة.
2. الضمائر دائمًا مبنية، تذكر درس المعرب والمبني.
3. الفاعل دائمًا مرفوع ولو تقديرًا.
4. الفعل المضارع يرفع بالضم إذا لم تسبقه أداة نصب أو جزم.
5. المفعول به منصوب، وينصب بالكسر في الأصل، إذا لم يملك أداة نصب فرعية كالمذكر السالم.
الضمائر البارزة المنفصلة المنصوبة

الضمائر البارزة المنصوبة هي جميع الضمائر التي تأتي بعد إيا، أو التي تتركب من إيا*** -يوجد خلاف فيها سنتحدث عنه بعد قليل:

المتكلم: إياي وإيانا.

المخاطب: إياكَ(للمفرد المذكر)، إياكِ(للمفرد المؤنث)، إياكما(للمؤنث)، إياكم(لجماعة الذكور) وإياكن(لجماعة الإناث).

الغائب: إياه، إياها، إياهما، إياهم وإياهن.

يوجد خلاف في هذه الضمائر، هذان الرائيان المشهوران:

  1. أهي ضمير كلي، أي "إياي" مثلًا كلها ضمير.

  2. "إيا" هي الضمير ويليها حرف مخاطبة.

هذا الخلاف نجده في الإعراب كما سنتحدث بعد قليل. هذه الضمائر أيضًا تفيد القصر، ففي قوله تعالى "إياك نعبد"، أفدنا قصر العبادة على الله أي لا نعبد غيره، كمثال آخر عندما أقول "على إياه أعمل" أي لا أعمل على مشروع غيره مثلًا، بينما إذا قلتُ "عليه أعمل" معناه أني قد أعمل على مشاريع غيره معه، حسنا لنمثل على الإعراب:

"إِيَّاكَ نَعْبُدُ":

لدينا هذه الأعاريب في الضمير إياك:

  1. إياك: ضمير بارز منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم.

  2. إيا: ضمير بارز منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، والكاف حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

نعبدُ: تذكر، فعل مضارع مرفوع بالضم لتجرده من أدوات النصب، والجزم.

الضمائر البارزة المتصلة

تحدثنا عن الضمائر التي لها صورة منفصلة في اللفظ الآن سنتحدث عن الضمائر التي تأتي متصلة بكلماتٍ أخرى، وهي كمثل الضمائر السابقة منها ضمائر رفع ونصب، مع أنها يوجد منها ضمائر جر،

أولًا يوجد منها ضمير واحد يأتي على الثلاث صور، وهو "نا" وهو يقابل نحن في الضمائر المنفصلة، مثلًا:

تأتي مرفوعة، إعراب "كتبنا الكتب”:

  1. كتب: فعل ماضي مبني على السكون لاتصاله بضمير متحرك، أو فعل ماضي مبني على الفتح ووضعنا السكون لكراهة توالي أربع حركات، تذكر درس بناء الفعل.

  2. نا: ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.

  3. الكتب: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة على أخره.

تأتي منصوبة، إعراب "إننا" في "إننا كتبنا":

  1. إن: اسم ناسخ ينصب المبتدأ ويرفع الخبر ..، -كما سنتعرف في مرات قادمة بإذن الله، نا ضمير بارز متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن.

تأتي مجرورة، كما في "علينا" في "علينا أن نجتهد من أجل أمتنا":

علينا: على حرف جر مبني على الفتح، نا ضمير بارز متصل في محل جر جار ومجرور.

الضمائر البارزة المتصلة المرفوعة

هذه الضمائر المتصلة لا تأتي إلا مرفوعة،

  1. تاء: -تذكر الدرس الفائت علامات الفعل تاء فعلت تدخل على الفعل الماضي فقط كفهمتُ، وقد تأتي متصلة بضمير آخر كمثل كتبتم.

  2. ألف الاثنين، كمثل "قرأنا، كتبنا".

  3. واو الجماعة، كمثل "قامواْ، كتبواْ".

  4. نون النسوة، كمثل "كتبنَ".

  5. ياء المخاطبة -تذكر من الدرس الفائت تدخل على المضارع والأمر فقط، مثل "اكتبي، تكتبي".

الضمائر البارزة المتصلة المنصوبة والمجرورة

هذه الثلاثة ضمائر تأتي منصوبة ومجرورة:

ياء المتكلم: تأتي منصوبة مثل "رَبِّي أكْرِمْني "، مجرورة مثل الجر بحرف "من" في "خذ الكتاب مني".

كاف المخاطب: منصوبة مثل "رأيتكَ في الطريق"، مجرورة مثل الجر بحرف "من” في "سمعتُ الكلام منكِ"

لاحظ من الخطأ إضافة ياء المخاطبة بعد الكاف لمخاطبة الأنثى، تكفي الكسرة.

هاء الغائب: مثال على النصب والجر في قوله تعالى "وقَالَ لَهُ صاحِبُهُ وهُوَ يُحَاورُه" الهاء بعد اللام في "له" مجرورة، والهاء في يحاوره نصب مفعول به.

إذن هكذا نكون انتهينا من الضمائر البارزة،

الضمائر المستترة

إن تتذكر في أول الدروس عندما كنا نتحدث عن أقسام الكلام ذكرنا قول ابن مالك "استقم" وقلنا أنّ الضمير "أنت" هنا مستتر وجوبًا، إذن الضمائر يمكن أن تأتي مستترة في الكلام، ويمكن أن يكون مستتر وجوبًا أو جوازًا، حتى لا يحدث لك خلط في الجمل التي تحاج إلى ضمائر في مكانٍ ما يسمى ذلك الضمير الغير موضوع ضمير مستتر، مثل:

البنت لبست الثوب

فمن الفعال هنا؟ ضمير مستتر تقديره "هي" يشير إلى البنت.

الضمائر المستترة جوازًا

كل ضمير كان تقديره هو، أو هي.

الضمائر المستترة وجوبًا

كل ضمير لم يكن تقديره هو، أو هي.

لولا ضيق المقام ومحاولتي التلخيص لكنا تحدثنا أكثر.