السلام عليكم، كثير من المهتمين بتكنولوجيات الواب من العرب والمهتمين بالمحتوى العربي يستعملون كلمة «الصبيب» للدلالة على «تدفق النت»، فخلال بحثي عن أصل الكلمة وجدت ما يلي:

«(صَبَّ) الصَّادُ وَالْبَاءُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ إِرَاقَةُ الشَّيْءِ، وَإِلَيْهِ تَرْجِعُ فُرُوعُ الْبَابِ كُلِّهِ. (..)فَأَمَّا الصَّبِيبُ فَيُقَالُ إِنَّهُ مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ، وَيُقَالُ بَلْ هُوَ عُصَارَةُ الْحِنَّاءِ. وَقَالَ الشَّاعِرُ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى صِحَّةِ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ:

فَأَوْرَدْتُهَا مَاءً كَأَنَّ جِمَامَهُ ** مِنَ الْأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعًا وَصَبِيبُ

وَقَالَ قَوْمٌ: الصَّبِيبُ: الدَّمُ الْخَالِصُ، وَالْعُصْفُرُ الْمُخْلَصُ» اهـ.

[«مقاييس اللغة» لابن فارس رحمه الله تعالى، (ج3/ص280-281)]

«أَبو زَيْدٍ: سَمِعْتُ الْعَرَبَ تَقُولُ للحَدُور: الصَّبوب، وَجَمْعُهَا صُبُب، وَهِيَ الصَّبِيبُ وَجَمْعُهُ أَصباب؛ وَقَوْلُ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ:

فأَوْرَدْتُها مَاءً، كأَنَّ جِمامَه ** مِنَ الأَجْن، حِنَّاءٌ مَعاً وصَبيبُ

قِيلَ: هُوَ الْمَاءُ المَصْبوب، وَقِيلَ: الصَّبِيبُ هُوَ الدَّمُ، وَقِيلَ: عُصارة العَنْدم، وَقِيلَ: صِبْغ أَحمر. والصَّبيبُ: شَجَرٌ يُشْبِهُ السَّذاب يُخْتضب بِهِ. وَالصَّبِيبُ السَّناءُ الَّذِي يَخْتَضِبُ بِهِ اللِّحاء كالحِنَّاء. وَالصَّبِيبُ أَيضاً: مَاءُ شَجَرَةِ السِّمْسِمِ. وَقِيلَ: مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ. وَفِي حَدِيثِ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ: أَنه كَانَ يَخْتَضِبُ بالصَّبِيب؛ قَالَ أَبو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ إِنه مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ أَو غَيْرِهِ مِنْ نَبَاتِ الأَرض؛ قال: وقد وُصِف لِي بِمِصْرَ وَلَوْنُ مَائِهِ أَحمر يَعْلُوهُ سَوَادٌ؛ وَمِنْهُ قَوْلِ عَلْقَمَةَ بْنِ عَبْدَةَ الْبَيْتَ الْمُتَقَدِّمَ، وَقِيلَ: هُوَ عُصارة وَرَقِ الحنَّاء وَالْعُصْفُرِ. والصَّبِيبُ: الْعُصْفُرُ الْمُخْلِصُ؛ وأَنشد:

يَبْكُونَ، مِن بعْدِ الدُّموعِ الغُزَّر ** دَماً سِجالًا، كَصَبِيبِ العُصْفُر

وَالصَّبِيبُ: شَيْءٌ يُشْبِهُ الوَسْمَة. وَقَالَ غَيْرُهُ: وَيُقَالُ للعَرَق صَبيب؛ وأَنشد:

هَواجِرٌ تَجْتلِبُ الصَّبِيبَا .. » اهـ.

[«لسان العرب» لابن منظور رحمه الله تعالى، (ج1/ص518)]

فنظرا لما سبق كلمة «صبيب» ليست الكلمة المناسبة للدلالة على ذلك، فما هي آراؤكم؟