يتساءل بعض الناس عن لماذا نضع ألفًا بعد تنوين الفتح، ولا نضع واوًا أو ياءً بعد تنويني الضم والكسر. والجواب بسيط: لأن الألف تنطق!

ماذا؟!

حسنًا، أولًا علينا أن نعي قاعدةً مهمةً وهي: العرب لا يبدأون بساكن ولا يقفون على متحرك.

فنقول: ذهبَ محمدْ (بسكون على الدال)، وعندما نصل نقول: ذهب محمدٌ إلى منزله.

ما دخل هذا في موضوعنا؟!

هنا مربط الفرس، ففي تنوين الفتح ننطق ألفًا عند الوقوف ولا نقف على سكون!

فنقول: رأيتُ محمدا (تنطق ألفًا في النهاية)، وعندما نصل نقول: رأيتُ محمدًا في الحديقة.

إذن، يكون سبب إضافة الألف، هو أنها تنطق إذا ما وُقف على الكلمة أو كانت ممنوعة من الصرف.

ولهذا، لا نضع ألفًا بعد تنوين الفتح إذا كانت الكلمة تنتهي بألف أصلية؛ لأنه يتعذر صوتيًا أن ننطق ألفين متتابعتين(حاول وأخبرني). فنقول رأيتُ مبنىً جميلًا. وعند الوقوف على الكلمة نقول: رأيت مبنى.

ولهذا أيضًا، لا نضع ألفًا بعد التاء المربوطة؛ لأن عند الوقوف عليها ننطقها هاءً. فنقول: ذهبت إلى حديقه.

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا نضع الألف في كلمة ماء و ملجأ مع أننا ننطق ألفًا عند الوقوف، فنكتبهما: شربت ماءًا، ودخلت ملجأًًا؟

الجواب: كرهوا أن يرسموا همزة بين ألفين أو ألفين متتابعتين. فقرروا أن يرسموهما: ماءً، ملجأً.

وأخيرًا، هل يرسم التنوين على الألف أم على الحرف الذي يسبقه؟

الجواب: اختلف الناس في ذلك، وأنا أميلُ إلى رسمها على الحرف الذي يسبق الألف، فهو الحرف المُنوّن لا الألف.

كثيرٌ من آيات سورة مريم تنتهي بتنوين فتح، استمع لها: