يضايقني أن أرى من يعامل اللغة كأنه يعامل مطرقة أو أي أداة أخرى، إن لم تعمل بشكل جيد يمكن استبدالها، هكذا! كأن اللغة ليست جزء أساسياً من العقل والفكر، كأنها ليست وعاء للثقافة، كأنها ليس جزء من هوية الإنسان، هذا الأسلوب في التفكير يضايقني حتى عندما يستخدمه البعض في وصف الأدوات والتقنيات فكيف باللغة؟

  • اللغة أسلوب تفكير، عندما تفكر بالعربية فأنت تفكر بشكل مختلف عن الشخص الذي يفكر بالإنجليزية، ومن تعلم لغتين ويستطيع أن يفكر بهما سيفهم كيف أن تفكيره يختلف باختلاف اللغات.

  • كلماتك التي تستخدمها تؤثر عليك وليست شيئاً محايداً لا روح فيه، يمكن للكلمات أن تؤثر عليك سلباً وإيجاباً، يمكن للكلمات أن تؤثر على الآخرين كذلك.

  • اللغة لا تطور نفسها بل يطورها أهلها، والناس مسؤوليتهم فعل ذلك، أقول الناس لا المؤسسات، لا الحكومات، الناس من المتخصصين وغير المتخصصين يمكنهم تطوير اللغة، عندما نتوقف عن استخدام لغتنا ونعتمد على غيرها فمن الطبيعي ألا تتطور اللغة لتواكب الحاضر.

  • كمدون يهمني كثيراً تعريب كلمة blog والتي أصبحت مدونة بالعربية، لأنها مثال على ما يمكن للأفراد فعله إن سعوا لتعريب المصطلحات، وهذا مصطلح واحد وهناك غيره كثير ساهم أفراد في تعريبها.

  • العربية الفصحى أوسع وأفضل من أي لهجة، يفهمها الجميع وهي أكثر غناً بالكلمات والتعابير، ولا أرى سبباً لاستخدام غيرها في الكتابة، في الحياة اليومية نتحدث بلهجاتنا ولا بأس بذلك فاللهجات جزء من اللغة منذ القدم.

  • تجارب سورية تثبت أننا نستطيع أن نتحدث بالفصحى لو علمناها الأطفال واستخدمناها في التعليم منذ الصغر، تصبح جزء من هوية الطفل ويستخدمها في حياته اليومية.

  • لا يوجد أي تناقض أو مشكلة في أن نتعلم اللغات الأخرى ونستخدمها متى كانت هناك حاجة لذلك، المشكلة أن ننظر للغتنا بدونية كأنها جزء من التخلف وننظر للغات أخرى بنظرة انبهار كأنها جزء من التقدم.

  • مرة أخرى: يمكنك أن تساهم في تطوير اللغة إن أردت.