بين ألفيّتينِ عهدُكَ طابا عشتَ للخَلْق في مَداهُ شهابا هنّأتْكَ الوفودُ أصغرَ سِنّاً حين وافتكَ شِرْعةً وانتدابا عشتَ أندى يداً وأرحمَ قلباً ولكُلِّ الجُموعِ أشرعَ بابا لكأنّ المصيرَ كان سراباً تَيَّهَ العاثرون فيه المآبا فأنرتَ الطريقَ حتى استبانوا رشدَهم فيه روحةً وإيابا يا لَذكراكَ إذ أصمَّ بكَ النا عي ، وموتُ الحبيبِ جلَّ مُصابا أنا في محنتي أذلُّ ليأسي وتُناجي نفسي القضاءَ اكتئابا كم رعاني إذ كنتُ أشكو زماني في اغترابي ، وكم حباني اقترابا كيف أنساه في ذُهوليَ «معنًى» قد تحدّى به ، وما قطُّ خابا لا تقلْ مات، لا يموت فقيدٌ كان غَوْثاً ومَيْسماً وخِطابا في شغاف القُلوبِ تلقاه وجهاً رصدتْه الشعُوب دَوْماً مُهابا أورث النهجَ بعد نَشْرٍ وطَيٍّ خيرَ أهْلِيه حكمةً وشَبابا بأخيه كأمس لا فرقَ يلقى حَمَداً ، لا يغيبُ عنه جنابا فهما اليومَ (ما تَغيّبَ عنّا) في حضورٍ - لا يفرضان حِجابا لم يزل عالَمٌ يُراوغ سَلْباً حسبُنا نتّقي الأذى إيجابا حسبُنا روحُه تُكلِّل طوراً أخطأ المغرضون فيه الصوابا حسبُنا موطنٌ له دَوْرُ نجمٍ نورُه ساطعٌ يغطّي العُبابا نحن فيه ونهجُه غَيرُ خافٍ لو يعمُّ الورى لَزاد ثوابا وحدَنا في الخليج أغنى إخاءً وعلى ضِيقه لأَزكى رحابا فعزاءً لنا جميعاً مُصاباً وهناءً لنا جميعاً مَثابا

http://www.adab.com/modules...