السلام عليكم

قصة قصيرة بمناسبة يوم اللغة العربية ..

يُروى أن أعجمياً أتقن لغة العرب نطقاً وفصاحة وبيانا .

فَزَهَت نفسه في نفسه لما طاف بالأمة يختال يجيء بالنوادر من كلام العرب فلا يجد بين ظهرانيهم من يُعربه ! .

وهم إن سألوه وجدوه أديبا أريبا ،،، يفك المستغلق ،،، ويدك المستعصي حتى ذهلوا وخجلوا والتزموا الصمت وكانوا يسألوه من اي قبائل العرب انت ؟ .

فمن بين صولاته وجولاته ذات مرة قال : هل عرفتم من هو أفصح مني لسانا ، وأوغل مني معرفة بلسان العرب ؟

قالوا : نعم ! .

قال بتعجب : ومن ذاك ؟

قالوا : إنه فلان بن فلان .

قال : وأين هو ، وكيف أجده ؟

قالوا : إنه يقيم بدارٍ في تلك المدينة ،،، فاذهب إليه إن شئت .

فذهب من فوره حتى وصل الدار ،،، ثم تأهب وطرق الباب .

فخرجت إليه ابنته وكانت صغيرة جدا وعمرها فويق العشرة بقليل ! ،،، لا تعرفه البتّة ولا تعرف عن هويته شيئا ،،، وهو أيضا لا يعرفها .

سلم وقال : أأبوك هنا ؟

قالت : خَلَت حتى صارت خلاءً نفسه ، فرام الخلاء ليختلي فاختلا .

سهم كأن على رأسه الطير ، حيث لم يفهم ما أرادته الطفلة من جملتها وقال : ماذا ؟؟؟ .

فأعادت عليه نفس الجملة ،،، غير أنه لم يفهم أيضا وطلب منها التوضيح .

في هذه الأثناء قلقت أمها ونادتها قائلة : من تحدثين يا ابنتي ؟

قالت البنت : أعجميٌّ لدى الباب يسأل .