مرحباً بكم من جديد في هذه السلسلة الجديدة عن أبرز الشعراء الذين صنعوا بأعمالهم وحياتهم فناً يعبر عن الحياة ويمنحها.

في هذ الجزء سنستعرض واحدة من أظرف مجموعات الشعر العربي في التاريخ!

مَن مِنا لا يحب الضحك والمرح وإلقاء النكات وإضفاء جو من البهجة وسط الناس؟! فإن كنت تعتقد أنك شخص مرح وخفيف الظل، انتظر لترى أبطال هذا الجزء من سلسلة "شعراء... ولكن"!

جاء في كتاب "من طرائف ونوادر اللغويين والنحاة والمعلمين والألغاز" القصة الآتية عن الجاحظ:

"قال الجاحظ: أنشدني بعض الحمقى: 

إن داء الحب سقم

ليس يهنيه القرار

ونجا من كان لا

يقشق من تلك المخازي

فقلت: إن القافية الأولى راء والثانية زاى

فقال: لا تنقّط شيئاً

قلت: إن الأولى مرفوعة والثانية مكسورة

قال: يا سبحان الله، نقول له لا تنقّط فيُشكّل!"

كذلك الأمير والشاعر معن بن زائدة الذي اشتهر بحلمه وحكمته عندما تولى الإمارة دخل عليه أعرابي دون استئذان بين المهنئين ليختبر حلمه فقال له:

أتذكر إذ لحافك جلد شاة وإذ نعلاك من جلد البعير؟!

فأجاب معن: نعم أذكر ذلك ولا أنساه.

فقال الأعرابي:

فسبحان الذي أعطاك مُلكاً وعلّمك الجلوس على السرير!

وبعد هجاء طويل طلب الأعرابي منه مالاً للطريق فأعطاه ثم أعلمه الأعرابي أنه لم يرى في حلمه وصبره أحداً ومدحه، فقال معن:

"أعطيناه على هجونا ألفين فأعطوه على مديحنا أربعة".

ومن طرائف الشعراء ما قاله الحسن بن زياد الرصافي يشكو حاله مع زوجته:

شكوت فقالت: كل هذا تبرّما

بحبي أراح الله قلبك من حبي

فلما كتمت الحب قالت لشد ما

صبرت وما هذا بفعل شجىّ القلبِ

ومن طريف ما يُروى عن الشاعر المهجرّي القروي ما قاله بعد أن حلق شاربيه:

قالوا حلقت الشاربين 

ويا ضياع الشاربين

الشاغلين المزعجين

الطالعين النازلين

ويلي إذا ما أرهفا

ذنبيهما كالعقربين 

إن ينزلا لجّما فمي

أو يطلعا التطما بعيني

فأي من هذه النوادر والطرائف أعجبتك بالأكثر؟ 

لعلك تستطيع مشاركتنا بأحد القصائد أو المواقف الشعرية الطريفة التي مرت عليك أو قرأت أو سمعت بها حتى نضحك سوياً!