نحن نختارُ اللُّجوءَ لأشخاصْ..أشخاص أي أشخاص عاديين ألوانهم عادية أجسادهم عادية وكل شيء بهم عاديّ إلّا أفعالهم فهي التي تأسرُ قلوبَنا،قد يحبُّك أوسمُ شخصًا في العالمِ وتشعرُ معه أنّك كما الهواء إلّا أن الهواءَ له قيمة أكثر منك،ويحبُّك أفقرُ شخصًا ويُملي عليكَ بالسعادةِ والونسِ،ويحبُك أفطنُ كاتبًا ويبخسُ في وصفِك بخسًا أليمًا،ويحبُّك أبسطُ إنسانًا فتصير له القصيدة ومعانيها.

إن الحبَّ ليس ضربًا من الخيال،إنَّه بحاجةٍ لقلوبٍ تعرفُ رقة الودّ ساعة الخصومة،و الأُلفة لحظة اللُّجوء،الكظمُ عند فورةِ الموقفِ،الخفّةُ في الكلامِ والنشوةُ وقت الغرامِ،كم مرةٍ في اليوم ينتابُ الواحد منّا شعورًا ملحًّا للكلامِ،فيختار شخصًا عن الآخر من غير أن يسأل نفسهُ لماذا هو بالتحديدِ؟

لأن الأرواحَ جُبلت على الفزعِ لكنفٍ يحتويها بالقربِ لا منْ يشيحُ في وجهها تاركًا إيّاها والجدار.

R. A. T