عندما تسمع وتقرأ خبر اقتراض الجزائر مبلغ 900مليون أورو من البنك الإفريقي للتنمية "ADB" تبقى مذهولا و مصدوما من حجم الكارثة التي وصلنا لها.
ما أكتبه اليوم سأحاول أن يكون اقتصاديا بحتا لن اتكلم عن الاموال المنهوبة والمسروقة وكيف صبت في البنوك السويسرية و بنوك ذات الارصدة المجهولة حو العالم لأن الكلام فيها غير مجدي ومزال بعض الاغبياء يحاولون أن يوهمونا انها مجرد خزعبلات وكلام ايادي اجنبية بلا دليل ملموس.
اولا وقبل كل شيء من ناحية اقتصادية اي نظام مالي أو مؤسسة اقتصادية معرضة للاستدانة وتشكيل قروض قصيرة أو طويلة الاجل من اجل تحقيق بعض من أهدافها المسطرة وهذا امر مفروغ منه وواضح وضوح الشمس.
دولة صرفت حوالي 1000مليار دولار (بأرقام رسمية طبعا ويمكنكم التحقق من ذلك من مختلف الوزارات ومن مختلف الارقام التي يعلنها كل عام محافظ البنك المركزي )لم تستطع أن تستثمر تلك البحبوحة في تطوير نظام اقتصادي مبني على الموارد الدائمة سعر البترول في عز البحبوحة المالية كان مضاعفا للسعر المرجعي الذي تحضر به ميزانية الدولة فمثلا السعر المرجعي كان في حوالي الـ 30 دولار وسعر البرميل كان يتجاوز الـ 100 بكل سهولة ولكم أن تتصور الفرق الهائل بين الرقمين هو مجرد فائض كان قادرا على بناء اقتصاد حر ومتين من الصفر !
تلك الفورقات كانت تستعمل لشراء مايسمى بالسلم الاجتماعي فالعديد من المحطات تشهد كيف كان يوزع الوزير الأول الاموال هنا وهناك فقط من اجل اسكات البعض وشراء الذمم .
مشاريع اللونساج تلك الكذبة التي زرعها هذا النظام وصدقها الملايين ماهي الا طريقة من طرق هدر المال العام التي سنعاني منها إلى اجل غير مسمى فمالذي استفدنا منه من تلك المشاريع الخاسرة قبل بدايتها .
هذه الاموال التي صرفت نصفها فقط كان يكفي لبناء اقتصاد قوي فالذي كان ينقصنا هو فقط عقل يفكر ويتدبر فالامثلة بسيطة من حولنا لبلدان انطلقت من تحت خط الصفر وهي الان في مصاف الكبار فقط لانها استغلت العقل البشري وطورته امكانياتها البشرية لتصل إلى ماوصلت اليه بلدان مثل كوريا واندنوسا وماليزيا والعملاق الصيني طبعا .
هل هو دهاء ام مجرد غباء هذا هو السؤال الذي اطرحه كل يوم كيف يمكن لنظام أن يبدد كل تلك الاموال دون أن يخرج بمشروع واحد فقط ناجح ! هل هو دهاء وخبث سياسي من ابناء فرنسا التي تعج بهم جزائر اليوم ام هو مجرد غباء قاتل يجر البلاد والعباد إلى مالا يحمد عقباه.
نعم سميت كل هذا بالمعجزة الاقتصادية لأنه وبكل بساطة في كل الامثلة التاريخية لم يذكر هذا الانتقال العجيب من بحبوحة ( كانت لتوصل البلاد بكل سهولة إلى المراتب الـ 10 الاولى في اقتصاديات العالم ) إلى دولة فتية تستدين من أجل حماية مصالح البعض ومن اجل الاستمرار في حلب ماتبقى من البقرة !
معجزة اقتصادية ستكون محل دراسة في الزمن القادم وستتعلم منها الاجيال القادمة كيف يمكن أن يصنع المنافق والغبي في بلده مالايصنع المستدمر المحتل.
وفي الاخير لتتضح فقط المعجزة سأضرب مثال واحد ووحيد وهو المشروع القرن كما سمي . . .
فالطريق السيار ووفقا لتضارب الكبير في تكلفة انجازه بين من يؤوله إلى اكثر من 30 مليار دولار وبين ما يقول ب20 لكن الارقام الرسمية التي صرح بها وزير الأشغال العمومية عبد القادر قاضي في 2014 كانت 13 مليار دولار دون أن نحتسب اكثر من 6 مليارات كانت فقط من اجل اصلاحات وتهيئات بعدية !
19 مليار من اجل طريق يقول المختصون أن تكلفة انجازها على حسب المعايير الاوروبية لا تتجاوز الـ 7 ملايير !
وفي الصين تم تشييد اكبر جسر في العالم تكلفته 1 مليار دولار فقط يبعد 169 كم بين شنغاي وبكين !
والادهى والامر أن المشروع للحظة لم يسلم بعد كمشروع كامل ومنتهي !
التعليقات