إجابة أسئلة صراحة: ممزّق بين ما أريد وما يريده والداي: ما الحلّ؟
شكرا على إجابتك. كنت أنا من أرسل هذه الرسالة عبر صراحة.
ولكن أريد توضيح بعض أمور: تحدثت عن موقعي في العائلة. موقعي أني وحيد العائلة بدون إخوة ولا أخوات وهذا مربط الفرس، فالجميع بلا استثناء يضعط باتجاه زواجي، مجرد زواجي.
أين المشكلة؟
أن لي تجربة مريرة سابقة، كنت قد (عقدت قرانا) ولكن لشعوري بالضيق وعدم التوافق التام مع زوجتي طلقتها قبل الدخول عليها.. وقد عارضني تقريبا الجميع ولكني كنت مستشعرا بيقين أنني لن أعيش معها بسعادة أبدا. تم الطلاق بحمد الله وكان والد الفتاة متفهما جدا على غير المفترض وهو أكثر من دعمني ووثق بي.
تم الطلاق وانتهى كل شيء والحمد لله أشعر براحة نفسية كبيرة أنني لم أدمر حياة الفتاة التي هي قريبتي بالمناسبة، وقد سمعت خبرا قريبا بقرب خطبتها مجددا وفرحت بذلك كثيرا.
الآن عادت المطالبة مجددا بالزواج، وعلى إثر هذه الخلفية السيئة لي من الزواج على حسب اختيار والدتي الفاضلة. أشعر بكثير من التخوف وخصوصا أنني أشعر أن أمي لا تفهمني جيدا ولا تعرف مقاييسي في المرأة التي أنوي الزواج بها سواء من ناحية الشكل أو المضمون.
الرؤية التي أريدها مثلا، أن أؤخر هذا الموضوع لسنتين أو ثلاث مثلا حتى أبحث بنفسي عن زوجة ولن أقدم على شيء حتى يكونان راضيين وأن أركز على العمل حاليا وأبحث عن فرصة عمل أفضل.
هنا يدخل الموضوع الثاني، وهو السفر، وخصوصا أنني أعيش في بلد يعاني من ويلات الحرب فأرى أن في السفر فرصة جيدة لعيش حياة كريمة وليست ترفا.
ولكن لأنني وحيد، ولأنني لم أتزوج بعد. فالسفر مستبعد. على أنني لا أريد السفر بلا عودة ولكن حتى تستقر الأوضاع الداخلية، وهما أيضا لا يفكران في السفر وراضيان بما لديهما من قليل من المدخرات التي ستنفد عما قريب أما أنا أفكر في اسثمارها سواء بسفري وغربتي أو بمشروع آخر ولكنهما يريدان الزواج وما حدث فليحدث.
الوضع السياسي عندنا يجعلني أعيد التفكير مرات عديدة قبل الإقدام على الزواج لأنني لا أحس بالاستقرار النفسي وأريد أن تستقر الأوضاع حتى حين ومن ثم يكون الزواج ونفسي مرتاحة وأستطيع أن أنقل الروح الإيجابية لزوجتي المستقبلية وهذا يصعب حاليا.
بخصوص التعارض مع الدين، فأنا وأبواي متفقون تماما على مشروعية هذا شرعا وهو السفر أو اختيار الزوجة أو تأجيل الزواج. ولكنها يتخذان من الابتزاز العاطفي وسيلة للرضوخ لمطالبهما. والعجيب أن والدي تزوج بعد الثلاثين بفترة وهذا شيء نادر جدا بمجتمعنا. والآن أعيش تحت ضغط ضرورة الزواج وأنا في بداية العشرينات.
تحدثت أنت عن الاستقلال المالي، في الحقيقة لا أملك هذا الاستقلال المالي وما زلت بصدد البحث عن أعمال، ولكن بسبب الوضع الراهن، الرواتب لا تقدم ولا تؤخر ولهذا ارتأيت السفر. وأنا أرى المدخرات التي كنت سأصرفها في الزواج أسافر وأبحث عن عمل وإذا تأجل الزواج فليس مشكلة.
للأسف، لا تعجبني معظم الفتيات التي تعجب أقراني، لا أدري هذه طبيعتي وهذا أنا. لا يعني هذا أنني لا أميل للنساء بالمطلق ولكن عدد اللاتي أشعر بالإعجاب نحوهن دائما يتعذر علي الزواج بهن: فإما أن يكن أكبر مني أو قد خطبن سابقا أو رفضن من قبل والداي أو أن أهلهن يرفضونني أو أنهن شخصيا يرفضنني، وهذا يجعلني أشعر شعورا قويا أنني سأجد الفتاة المنشودة بقليل من الصبر والتأني.
مشكلتي الرئيسية تتمحور حول كوني وحيدا ولهذا فأنا مطالب ومقيد بأشياء قد لا تكون من أولوياتي حاليا، مطالب أن أكون بقرب والداي دائما وحتى لو كان الوضع لا يطاق ومطالب بالإنجاب وحتى لو كنت أفضل التريث قليلا..
ملاحظة: علاقتي بوالداي ولا أجمل منها ولم تسؤ قط إلا عندما حدث الخلاف بيني وطليقتي وقراري بالطلاق، ولهذا لا أريد مشاكل تطرأ على الأسرة بسبب سوء اختيار زوجة مناسبة.
شكرا على الإجابة ولكن أردت أن أخرج ما في صدري وقد تكون هناك حالة مشابهة لمن يقرأ هذا الرد.
التعليقات