هل يجب أن تجدي كل هذا متوفر لتواصلي السعي لأهدافك؟
بالتأكيد ما ذكرتيه قد يفرق على مستوى الرحلة، لكن ليس شرطا أساسيا، لديك أهداف اشتغلي عليها واسعي لها، لست بحاجة ليوفروا هم لك الجو المناسب، وفريه لنفسك ادعمي نفسك، هناك نسبة كبيرة ولدت في بيئات مختلفة عنها، وأنا منهم ولكن لم أقف انتظر أحد يمد يده لي، بل بذلك جهد لأخرج منها وأوفر لنفسي ما أريد، أحيانا الانتظار يؤخر ولا يجعلك تحققين شيئا
أفهم منطق كلامك، لكني أختلف معه من الجذور.
الحديث عن أن الشخص "لا يحتاج" لأي دعم خارجي، وكأن النجاح يحصل في فراغ، هو تبسيط مخلّ لحقيقة مركبة.
الدعم النفسي، والتشجيع، والبيئة الآمنة ليست رفاهية ولا إضافات تجميلية في مسيرة الإنسان، وهي في كثير من الحالات الوقود الأساسي الذي يجعله يواصل أصلًا، خاصةً لو كان الساعي ما زال في مرحلة الطفولة أو المراهقة، حين لا يملك الشخص بعد فرصة الاستقلال أو القدرة على توفير البيئة الحاضنة بنفسه.
وصحيح أن بعض الناس نجحوا رغم غياب هذا الدعم، لكن لا نجعل من "الاستثناء" قاعدة، لأننا لا نعلم كم استهلكم هذا النجاح ولا كم خسروا في الطريق.
عزيزتي لينا، هذه الأجواء من الممكن أن تقوي إرادتك، أهلك ربما يكون لديهم رؤية تختلف عن رؤيتك، لقد مررت بنفس تجربتك كان لدي أحلام وطموحات وخطة لحياتي وأهلي لديهم رؤية مختلفة عما يجب أن أفعله، انا كنت عايزة اشتغل في الصحافة والإعلام وهما شايفين أني اشتغل مدرسة احسن ثم الزواج وكده، وحصلت بيننا كتير مشاكل، لكن هذه المشاكل لم تحبطني بل كانت تزيد من عنادي وإصراري.
اعرف جيداً ماهو شعورك، شعور أنكِ وحيدة في الطريق، والطريق به مطبات ومصاعب، أعرف جيدا هذا الشعور واختبرته كثيرا، ولكن لابد أن تسألي نفسك هل هذه الأهداف مهمة جداً بالنسبة لكِ؟ ماذا سيحدث إذا لم تتحقق؟
في كثير من الأوقات ننتظر الدعم من أهلنا لكن تكون لهم رؤية مختلفة عن رؤيتنا، ولكن هذا لا يعني أن حلمك غير حقيقي أو غير هام ، ومش معنى ده أننا نتنازل عن أحلامنا!
يمكنك أيضا أن تطلبي الدعم من أصدقائك، أو أحد المقربين.
أحياناً يكون للأهل وجهة نظر جيّدة وخبرة من المفيد لنا أن نلتفت لها، ليست كل مقاومة من الأهل بالضرورة خاطئة، بل من الممكن أن يكونوا على صواب..من واقع خبرتك، هل من الضرورة أن يكون الأهل مخطئين؟
نعم ممكن يكونوا مخطئين ونظرتهم محدودة، أتذكر صديقة لي تقدم لخطبتها أحد أقاربها شاب بكل المقاييس فاشل لا يعمل وتعليمه محدود، ولديه ايجو عالية جداً يعيش على ذكريات الماضي عندما كان جده عمدة قريتهم، رفضت صديقتي الارتباط به خاصمتها والدتها وقالت لها" أنتِ لا تستحقينه، لن تجدي من هو أفضل منه" تقبلت صديقتي كلمات والدتها التي كانت أشبه بطعنات مؤلمة وتلقتها بصبر، بعد مرور عدة سنوات هي الآن متزوجة من شاب يحبها وتحبه ولديها عائلة وأطفال وزوج يعمل بوظيفة جيدة، يكافحان معا في الحياة، في حين تزوج قريبها من فتاة قاصر حسب تقاليد قريته التي لا ترى في هذا الفعل أي ضرر! وكان يضربها كل يوم حتى وهي حامل كان بيضربها، صدقت صديقتي وكان لديها رؤية وبصيرة أفضل من أهلها ....يمكن للأبناء أن يحسنوا الاختيار حتى عندما يخالفون آراء آبائهم
هذا حقيقي، عرفت قصص كتلك أيضاً، ما الذي يجعل الأهل رغم كل خبرتهم بالحياة وكبر سنهم يخطئون أحياناً التقدير بينما يصيب الأبناء الأصغر سناً واقل خبرة؟
شاب بكل المقاييس فاشل لا يعمل وتعليمه محدود، ولديه ايجو عالية جداً يعيش على ذكريات الماضي عندما كان جده عمدة قريتهم،
هذه ليست أمها،ء هي لقيتها أمام المعبد اليهودي ثم تبنتها ودلوقتي عاوزة تخلص منها. وهذا هو المنطق الوحيد الذي كان يبرر اختيارها له وتمسكها به بالرغم من كل هذه المؤهلات العظيمة.
كنت عايزة اشتغل في الصحافة والإعلام وهما شايفين أني اشتغل مدرسة احسن ثم الزواج
إذا كنتِ تريدين العمل يعني رغبة فقط فربما كانوا محقين لعلمهم المسبق إما بإمكاناتك أو بمؤهلات الصحافة الوالإعلام والمؤهلات والوسائط التي يجب أن يمتلكها معظم الملتحقين بهذه الصناعة.
لكن لو كانت لديكِ فرصة حقيقية وهم كانوا يريدون منعكِ بها فهنا يكون في كلام ونقاش.
دائما نحاول النظر إلى المواقف من زاوية واحدة ثم نحكم عليها ولذلك فكرة تقمص كل الأدوار عند اتخاذ قرار هو شيء ضروري خصوصا لو كان القرار مصيري مثل زواج أو كادر وظيفي.
الصعوبات تزيد الإنسان قوة ـ هذا ليس مجرد كلام، عندما ننظر لشخص ناجح تغلب على صعوبات للوصول لنجاحه نجده يختلف عن شخص وصل للنجاح بطريقة مريحة..
بينما نجد الناجح الذي تغلب على صعوبات يبدو يقظ حاد الذهن متوقد النشاط والعزيمة، نجد من وصل للنجاح بسهولة يبدو عادياً متردداً أمام أي صعوبات تواجهه..
فتوكلي على الله واشحذي همتك وتغلبي على الصعوبات فهذا سيزيدك قوة..
برأيي الشخصي، إياك أن تتخلي عن أحلامك وطموحاتك مهما حصل، اصبري فقط على الظروف، حاولي ان تجدي مخرج، اعملي بأبسط الإمكانات، حاولي أن تطلبي منهم قدر من المساعدة إن كان بينكم قناة حوارية تتحمل أن يحدث نقاش، لكن أنا برأيي تخلٍ عن الطموح أو تخلٍ عن الحياة..
التعليقات