حتى الطاعة لها حدود، في عالم الأعمال لا مجال للعواطف.
لقد شعرتُ بكَ جيداً.. وكأنني عشت مرحلة التعب والإرهاق والجهد الذي بذلته لتبدأ مشروعك الصغير..
من شرحك يبدو أنّ المشروع قد بدأ يأتي ثماره، لا تسمح لأيّ أمرٍ أن يعمل على ضياع تعبك.
مع احترامي لوالدك، هو والدك في البيت، له حقّ النصيحة والتوجيه، لكن حين يصبح الأمر تدخلاً بقراراتك وخياراتك فهذا لم يعد دوره الطبيعي، بل أصبح دوراً قائم على التسلط وليس على سلطته الأبوية.
قد حصل والدك على فرصته حيث عمل جاهداً في حياته، وكفاكم ضنك العيش وحاول جهده في لحظات الانكسار المالي من سدّ هوّة وفجوة العجز.. الآن الدور لك وعليك وهو أمرٌ يخصّ حياتك وقراراتك.
مع احترامي له، مهما ملك الخبرة، حقه بالنصيحة، لكن مواكبة التكنولوجيا والاعتماد على الأسس العلمية هو دور الشباب وسيكون هنالك فارق بين خبراته وحاجة السوق الحالية، لذلك عليك أن تتخذ الحسم بفصل التدخل.. علاقتكما أب وابنه هي ضمن حدود البيت، والتعاملات العائلية، في العمل هو شانك وحدك، وقرارك وحدك واستراتيجيتك وحدك وأنت من تتحمل أعبائها.
كل أرباحي كانت له بشكل خاص ولبقية أهلي بشكل عام!
قمة الخطأ.. أنت في بداية المشروع، عليك أن تعمل تدوير لأرباحك لتشغيل مشروعك، تحتاج الوقوف على أرض ثابتة، حالياً يمكنك تأجيل الرفاهية، .
بالنهاية صديقي، يمكنك إيجاد أكثر من حجة بطريقة لبقة لإقناعه بالابتعاد عن التدخل، كأن تدعي بأنّ هذا المشروع بشراكة ولديك العديد من الشركاء الذين يساهموا بأكثر من النسبة التي تساهم بها ولن يسمحوا لأي كائن بالتدخل بعمل المشروع، وبأن المشروع ممول بشكل كامل من البنوك الأمر الذي يفرض عليه التزامات تجاه البنك وإلا سيؤدي الأمر لإغلاق المشروع وتحميلك الديون جميعها، أو بأنك شريك في الجهد في مشروع سواك فيه شركاء في المال، حتى لو وصل الأمر لتقول بأنك أصبحت عاملاً في المشروع ولست جزءاً منه.
هذه ادعاءات قد تبعد تدخل والدك قليلاً.. تفاصيل عملك أمرٌ لا تناقشه مع العائلة، طالما أنك فهمت إلى أين تتجه المعاملة في الأمر، تفاصيل عملك اتركها لك، وحاول التملص بأقل الخسائر، من خلال ما أشرته لك من ادعاءات، فإن لم يصلح هذا الجانب، عليك حينها أن تكون عملياً جداً لتقول: عذراً هذا مشروعي، أي تدخل قد يعني فشله وبالتالي سينقطع آخر مصدر تمويل للعائلة لذلك أرجوك، ابق أبي الذي تهمه مصلحتي وبعيداً عن عملي.
التعليقات