ولي تجارب أثيرة، في السكن بالمرج، منشية ناصر، العبور، والنهضة، والمطرية، والخصوص، والسيدة زينب، وباب الشعرية، وغيره. اسألني ما تشاء، عن هذه البيئة الوعرة، التي دار حولها الكثير من الجدل.
أنا وليد أحمد فرجاني صالح (بما أنه يتم التشهير بي حاليا) ، أسكن في المرج، اسألني ما تشاء عن المناطق الشعبية والأحياء العشوائية
تشرفنا بك وليد، وسؤالي لك بما أنك ابن المرج وتعرف تفاصيل الحياة فيها برأيك ما أهم التحديات اللي بتواجه الشباب في المناطق الشعبية والأحياء العشوائية، سواء من ناحية التعليم أو فرص العمل أو حتى الطموحات الشخصية؟
تشرفنا بك وليد،
أعلنت عن إسمي، ولكن أفضل تسميتي ومناداتي: رايفين. فلا احتفظ بـ وليد، إلا لأن والدي -رحمه الله- سماني به، وكنت قادر على تغييره رسميا، ولكن بموته غيّر قراري.
المناطق الشعبية والأحياء العشوائية
دائما أميز بين منطقة أو حي شعبي، وحي عشوائي، المناطق الشعبية هي مناطق تأسست على أيدي عائلات، والعائلات تعرف بعضها، وتحكمها الأعراف، والقوانين، المناطق العشوائية هي سكنيات تم بناؤها كيفما أتفق. نجد فيها كل ما تم لفظه من المجتمعات السوية من مجرمين، وعواطلية، وغير ذلك كثير. لذا، الأساس ليس معماري فحسب، بل واجتماعي، لكن الرابط الاقتصادي قائم. لأن العائلة تتحد وتشتري منزل وتبنيه على أسس سليمة. أما الفرد، فلا يهمه سوى ملاذ يأويه والمرة اللي معاه، وربما طفل أو اثنين يقتادهم خلفه هنا وهناك. لا ألوم أحدا بعينه على ذلك، لو وجد نفسه كذلك دون أن يدري، ولكن أعيب على من يملك وعي، أن يتزوج، وينجب في بيئة غير سوية، وغير آمنة.
سواء من ناحية التعليم أو فرص العمل أو حتى الطموحات الشخصية؟
من ناحية التعليم، لا يزال الدعم الحكومي نشط، هناك ثلاث تحديات أساسية فحسب؛ اختيارك لمدرسة جيدة ، متابعتك لتعليم ولدك الذاتي وعزله عن ما قد يشغله أو يصبه قدر ما أمكن، توفير بعض المصاريف الضرورية، وهي مصاريف ممكن حتى التعليم الثانوي وليس الجامعي، فالدعم شبه مرفوع تماما عن التعليم الجامعي (ولكن يكون الشخص قد كبر بما يكفي ليحقق دخل مستقل من عمله سواء كان فتى أو فتاة).
وبالفعل يوجد مدارس يُضرب بها المثل في المناطق العشوائية، وكان هذا الحال في المستشفيات الحكومية حتى تم رفع الدعم تماما، وصارت المستشفيات محكومة من قبل مجرمين وعصابات، لذا أنا مع فكرة تخصيص كل المستشفيات، وكل واحد وفلوسه.
بالنسبة لفرص العمل، فأكثر ما تعلمته، أن فرص العمل، لا يوجد أكثر منها لمن يبحث، هي كثيرة جدا، سواء بالاعتماد على شهادة، أو صنعة، أو على صحتك بشكل مباشر، بحكم عملي فواعلي وشيّال وعامل نظافة وغير ذلك الكثير. ولا يوجد كسوف بين الأفراد هنا أو تعالي (بل يوجد، لكن كلنا في الهم سوى) فلا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك حتى لو كنت رئيسا للعمال. وما دمت بطولك، لديك فرصة لتكسر قدر من المال وتستثمره، وأنا ضد مطرقة الرأسمالية التي تطحن الفقراء، ولكني متفق أن جزء من الفقر راجع فعلا إلى عقلية الفقر، لأنك قادر على أن تصبح غني، حتى ولو بدخل محدود (طالما توفر لنفسك ولعائلتك متطلبات الحياة البسيطة، فالقناعة كنز لا يفنى).
هذا ينقلنا إلى الطموحات الشخصية، حلم الثراء، أو تكوين أسرة، أو أيا يكن، في الواقع، هذا أصعب شيء يمكن عمله في بيئة فقيرة وسلبية (خاصة البيئات السلبية فقيرة كانت أو غنية)، وكنت أسخر من كتب رواد الأعمال الأمريكان، وعلى قوة أحمد خالد توفيق، وحتى من يقول لك، قام صاحب مايكروسوفت، وأمازون، وغيرهم بإنشاء شركاتهم في قبو جراج، أقول لهم، كان الجراج مستقر آمن لهم، وجزء من منزلهم، وليس التقافز من الإيجارات هنا وهناك،، والتشاجر مع الجيران، وإلخ إلخ.
التعليقات