جلست غير بعيدة عنه ، على الفور لفحها إحساس مبهم ، راحت عيناها تتأملان تفاصيله وشيء ما في داخلها يسمرها على المقعد .

جسده الرجولي دون مبالغة أو ابتذال ، لباسه البسيط والأنيق دون تكلف ، وجهه الطفولي ، عيناه الملونتان ، شفتاه الرقيقتان وثغره الباسم ، يداه الكبيرتان ، كم تمنت لحظتها لو تحضنان يديها فتنهل منهما القوة والحنان ذاك التناقض الرهيب اللذيذ.

باتت تقصد نفس المكان يومياً وتترك قلبها _ قبل عينيها _ يجول بحثاً عن المجهول الوسيم الذي خطفها كما لم يفعل أحد من قبل . ولك أن تتخيل رقصة القلب السعيد كلما لاح لها من بعيد .

أخيراً جمعهما مقعد الحافلة ، خفق قلبها فرحاً ، لكن سرعان ما تلاشى فرحها ، وبعد أن رفعتها السعادة إلى السماء عادت ورمتها بقسوة إلى الأرض .

كانت تنظر بطرف عينيها الباكيتين إلى البريق الذهبي اللامع الذي يحيط بنصره الأيسر .