تنبيه

القصة عبارة عن راوي وهو بطل القصة

وجود هده النقاط ... يعني وقوف الراوي عن الحديث

علامة * تعني توضيح سواء لحدث أو لمعني كلمة أو لمصدر بعد نهاية القصة أنظروا فيها فهي مهمة

أنا إنسان أم لا ... لا أعرف ، لم أعرف لي أباً ... لم تحنو على أم ... لم أعرف معني الأُنس يومًا ... لم أري إبتسامة قط..!

ثم في يوم عادٍ ككل أيامي أجلس على جانب الطريق فلم يكن لدي ما أفعله ... كل الكل بلا إستثناء يرمقني بنظرات غريبة... لم أفهمها أهي كره أم إستحقار ... أو ربما شفقة ... لا أعرف ، وتمر الأيام وكلها متشابه ... لا أعرف كم من العمر قضيت على هذا الحال........

وها هو يوم جديد تتوارى شمسه خلف السحاب ، لكنى أُحس بشعور غريب ... هذا يضايقني ... ومع ذلك يبقي شعور مميز ، وكأى شيء آخر فى حياتي تجاهلته ، لكن ذلك اليوم بالفعل لم يكن عادي ؛ أظننا في فصل الصيف لكن الجو رطب والهدوء يخيم على المكان على عكس المعتاد ... وإذا بفتاة ذات حضور مَهيب وعينان متلألأتان وبنظرة ساحرة تقف أمامي ونسمات الهواء تداعب شعرها الأسود اللامع مع ابتسامة تظهر اللؤلؤ من أسنانها ... حينها خفق قلبي لم أعرف ماذا أفعل ولا ماذا أقول ؛ إنها أول مره أري فيها هذا فنظرت إلى الأرض خجلاً من ذلك الموقف الغريب ، ثم أَعدتُ النظر إليها فلم أجدها ومر اليوم كما يمر غيره ، لكنى ظللت أُفكر فيها ... لا أعرف لماذا صورتها لا تغادر خيالي حتي قررت أن أُلاقيها ... ظللت أمشي في الطرقات كمن يبحث عن شعاع من النور وسط الديجور* ... لم أجدها وكأنها صورة جسدها خيال عقلي الفارغ ... وبينما تدور تلك الأفكار في رأسي فإذا بعيني تسقط على ذلك الشعر الذي لاينسي ... جريت عليها كالطفل الملهوف على أُمه ، نقرت كتفها ؛ فلم أعرف ماذا أُناديها ... فالتفتت إلي بنظرة ساحرة تجيدها وقالت "من انت ؟ وكيف أخدمك ؟" بصراحة لم أعرف بما أُجيبها وقتئذٍ .... أظنها لم تتذكرني ... هه هى لم تعرفني من الأساس ... على أن أُلاقيها مرة أُخرى ... لكن أين؟ومتي؟ولما؟ ... أظننى لن أكون قادرًا على النظر في وجهها بهذه الحالة فما بالك بالحديث إليها ... لقد قررت ... سأعمل بجد وأصلُ إلى القمة ... بدأت ... وتعلمت مالم يتعلمه الكثيرين فى عام فى أقل من شهر ...وواصلت العمل ... وواصلت ... حتي وصلت إلي ما أردت ... طبعًا أنت تريد أن تعرف كيف؟ لكن هذا ليس وقت الشرح ... بالطبع لم يكن الأمر سهلًا ... لكنه لم يكن مستحيلًا ... شعرت بالتعب والإرهاق وأن قدمّىَ لا تحملاني ... وعندما وصلت إلى غايتي نسيت كل ذلك تذكرت شيئا واحدًا ... ذلك البدر المشرق المُزين بعينين من الزمرد** وأسنان من اللؤلؤ ، أعْدتُ البحث هنا وهناك ليل نهار ... مراراً وتكراراً فلم أجدها ، ووسط بحثى وجدت امرأة أحبتني ... وأخلصت لي ... فتزوجتها ، ومع مرور الأيام بدأت أنسي ... وفجأة ... وبينما أنا نائم في غرفتي الدافئة و على سريري الناعم ... قمت مفزوعًا لقد حَلمتُ بها ... إنها تعاتبني ... وقتئذٍ شعرت بالحنين إليها ، فأعدت البحث لفترة ليست بالوجيزة ... وأخيرًا إلتقيتها ... يالي سوء حظي ، إنها علي فراش الموت .... الآن يقول الأطباء ... لا أمل ... انا أراها تتحسن ؛ لذا جَلستُ إلى جانبها ... لقد بدأت تفيق ... هذا حقيقي لقد أفاقت! ... وإذا بها تنظر إلي بوجهه شاحب وتقول "من أنت؟" ولم تنتظر حتي أُجيبها ... لقد أنتقلت إلي جوار ربها تاركتًا في نفسي جزيل الشكر والعرفان ... للمرأة التي صنعت مجدي بفضل ابتسامتها

  • الديجور: في معجم اللغة العربية المعاصر تشير إلي الظلمة الشديدة ، وفي معجم لسان العرب تعني سواد الليل ، وفي معجم أخري أسود بلون التراب... (بإختصار الديجور درجة من درجات الظلام)

** الزمرد : حجر كريم لونه أخضر مائل للأزرق السماوي

مع تحياتي : سيف