و كعادتي في كل صباح..تولد حياة جديدة...

ياااااه

كل شيء فيك جميل يا بلدي !

الشمس حين تشرق..و صوت العصافير و هي تزقزق..آذان الديكة و هي توقظني من نوم هادئ عميق..!

بساطة الحياة...

أفتح نافذة غرفتي لأطل منها على كل ما هو جميل..أؤدي تحية الصباح لكل كائن صديق يشاركني الحياة على ظهر هذه الدنيا...

أهنيه على بقاءه و امتداد حياته يوما جديدا..

و أخبره بأني سعيد بوجوده و أننا ما زلنا أصدقاء أوفياء...

دائما ما كنت أسعد بذلك اليوم الجديد..الذي أتحدى فيه الصعاب..و أتغلب فيه على كل ما هو عصيب..

كم حققت من نجاح..و كم سعيت إلى مجد لطالما كنت أحلم بأن أصل فيه إلى أعلاه..

حينما تتغير الأهداف..حينما تنقلب النوايا..حينما يذهب كل شيء !

آآآه

كم أشتاق لذلك الماضي البعيد..لتلك الحياة النقية..لذلك الصفاء..الراحة...السلام..

سلام على كل لحظة مرت علي يوم أن كنت إنسانا آخر..

ما هذا ؟!

لماذا لا أسمع شيئا ؟!

هل أشرقت الشمس ؟!

أين صوت الديكة...و ألحان تلك العصافير ؟

أين الناس..لماذا لا يلق أحد علي التحية ؟!

لماذا لا يشعر أحد بوجودي ؟!

هل الجميع أموات..أم أنا الميت الوحيد الذي لم يعد يشعر بوجود الحياة في الحياة ؟!

كان الجميع أصدقاء..!

صرت لا أعرفهم..أشعر بالغربة..أشعر بالوحدة..أشعر بكل شيء يتمزق في داخلي..

يا إلهي...

ما هذا الخوف الذي أشعر به ؟!

ما هذه الوحدة التي تحتل كل جزء من عالمي ؟!

ما هذا الفراغ القاتل..ما هذا الصراع المميت ؟!

كل شيء أصبح عادة مملة..و صورة قبيحة..و ألم قاتل..

أصبحت جسدا بلا روح....أصبحت إنسانا بلا قلب

الهي

إذا صح منك الود فالكل هين ** و كل الذي فوق التراب تراب

قلمي