سترحل ذات يوم بصمتٍ كما أتيت، و في جعبتك قطع أحجية لن يُكتب أن تفك لغزها ، ستعصف رياح التغيير لأن هذا شأنها و سنة تسييرها، لك أن تمضي دون أعذار أو تبريرات طارحاً بذرة اهتمامٍ دائم الخضرة في أرض قاحلة جرداء ، لك أن تغير وجهة مسيرك كيفما أردت دون إنذار ، لن تشهد التداعي و السقوط و لا التسلق و البزوغ، ولا جرحاً دافئاً ينز و لا الهشاشة التي أثملتها العزة، لن تشهد الأرق و ترانيم المساء ولا الأحاديث التي تمتد إلى الصباح، ربما سترحل بالنهاية بصمت مختزلاً الكون في لونين، أو ربما، أو ربما...

أو ربما ستضيف كوناً جديداً بآفاق تتسع أحلاماً نضرة، و أمانٍ صغيرة شهية تعطي الزمن بُعداً وعمقاً يكثف كل تجربة بلذة،

و ربما ربما، ستكون أول من لن يكتب له الإنهيار..