ظاهرة الاختطاف ظهرت في القرن الواحد و العشرين شكلت خطرا على المجتمع و على أفراده منهم الأطفال و النساء… إلى متى تستمر هاته الظاهرة ؟؟

دق جرس الخروج من المدرسة و راحت أميمة إلى بيتها سرحانة ماشية خطوات متمايلة يمينا و شمالا فجأة في مكان فارغ توقفت سيارة غريبة أمامها و خرج منها رجل لم تعرفه و وضع أميمة في صندوق السيارة وهي تصرخ و تنادي : أماه.. أماه هل من نجدة ؟

فانطلقت السيارة و أميمة هدأت من روعها و تذكرت إحدى نصائح جدها الحكيم . كانت السيارة بسرعة فائقة إلى المجهول فتوقفت فجأة في غابة مهجورة و خرج الجاني نازعا قناعه ناويا فتح الصندوق . ففتحه فوجده موصدا و أعاد الكرة و لكن نفس النتيجة أخد مفتاح السيارة لفتحه فوجده موصدا أيضا.. خاف الرجل على الفتاة أميمة و خاف على أن تزيد عقوبة جريمته فقال في نفسه : يا لني من غبي ..سأسلم السيارة للشرطة بطريقة غير مباشرة حيث أركن السيارة أمام دكان عمي سعيد متنكرا بلباس رجل عادي !

فنفذ خطته تماما دون أي خلل و نجحت الخطة حيث اتصل بالشرطة بعد ذلك مطلا من الشباك يراقب الأمر مخبرهم بسيارة مختطف سمع فيها مناداة فتاة و ذكر لهم المكان . أتت الشرطة بنية القبض على المشتبه به في دكان عمي سعيد فأخدوا رجلا مشبه فيه و أخدوا أيضا السيارة إلى مقر عملهم ليبدأ في ملف التحقيق و التحليل للقضية .و ذلك الرجل فرح كثيرا و قد نسي قول الله تعالى :

” وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ”صدق الله العظيم

وصل الشرطة إلى مقرهم و باشروا العمل بسؤال المشتبه به في غرفة و محاولة محادثة الفتاة من جهة أخرى في المرأب فكان جواب المشتبه به بطبيعة الحال بالدفاع عن نفسه و حاله الميؤوس منه و كان جواب الفتاة : إنني بخير و لم يصبني أي مكروه و قد حاول مختطفي فتح الصندوق ربما لقتلي فلم ينفتح بقدرة الله الواحد الأحد .فقال رجل الشرطة : إنك بأمان معنا و قد ألقينا القبض عليه و سنحاول فتح الصندوق إن فتح يا ابنتي لا تقلقي.ففتحوا الصندوق ولكنه كان موصدا وأعادوا الكرة مرات عديدة لكنه كان موصدا فقلقوا بشأن الفتاة أميمة و قالت لهم : ما هي أحوالكم ؟

أجاب الشرطي : حاولنا فتح الصندوق لكن لم ينفتح كما حدث مع مختطفك .فأجابت بثقة : أقترح لكم جلب شيخ من المسجد القريب من هنا فستجده جالسا هناك يذكر الله دائما و اطلب منه أيها الشرطي أن يقرأ عليها بعض آيات الذكر الحكيم و اقصص عليه هاته الحادثة .ففعلوا ما اقترحت عليهم و فعل الشيخ ما ينبغي فعله ففتح الصندوق و فكوا القيد عن الفتاة و اطمئنوا على حالها و أطعموها بعض الطعام لتسترجع قوتها

و سألها شيخ المسجد بحكمة و وقار : عدم فتح الصندوق غريب و من ورائه لابد أن يكون هناك أمر فعلته الفتاة فاستجاب الله منها فقالت الفتاة متحمسة : كنت اتبع نصيحة جدي الحكيم مثلك أن اقرأ آية الكرسي و المعوذات باستمرار حتى يفرج الله همك فتعجب الجميع من هذا الخلق الفضيل و الصالح و قال الشيخ : نعم التربية ما شاء الله هل أنت تحفظين رقم أمك أو أبيك ؟

فأجابت : نعم أحفظ رقم أمي للاحتياط و ذكرته لهم فاتصلوا بها بأسلوب لطيف وقالوا لها: إن الله كان في رعايتها بسبب ذكرها له و شكرت الأم الشرطة و خاصة شيخ المسجد و ذهبوا إلى البيت تقص على جدها هاته القصة و قالت الفتاة : شكرا لك جدي لك أجر مضاعف يا جدي و فجأة أتاها أميمة أمر المختطف فقالت لأمها : هيا نذهب بسرعة إلى الشرطة الآن فأنا اشك في أمر المختطف و حيلته

فنفذت الأمر و ذهبوا إلى مقرهم و قالت لهم أميمة : أريد رؤية المختطف الآن . فأتى و هو مقيد و قالت لهم : إن هذا ليس هو مختطفي بل هذا رجل بريء لم تفهموا ما حدث بعد

كنت أسمع للمختطف الحقيقي عندما لم ينفتح الصندوق فلغبائه كان يخطط بصوت عال و هو الآن في بيته الموجود بجانب دكان عمي سعيد ركن السيارة هناك متنكرا بزي رجل عادي

ففعلوا الامر و اقتحموا البيت و القوا القبض عليه و جلبوه إلى مقرهم فرأته أميمة فقالت : هذا هو مختطفي فحكمت المحكمة بسنتين سجنا نافذا و أمروا قبل المحاكمة حضور الوالدين و الجد الحكيم و أميمة و حضور الرجل البريء و المختطف الحقيقي

و دامت المحاكمة يومين فأطلقوا سراح الرجل البريء و نفذوا الحكم و أتبثوا براءة الرجل و جناية المختطف التي ساهمت فيها أميمة في إثبات الحق و إبطال الباطل .. وهكذا نعتبر أن لكل هم مخرج بإذن الله و كل ما يحدث معك خيرا أو شرا إن هو إلا اختبار من الله الصمد فإن اجتزته بنجاح فعاقبتك الجنة و هاته القصة تشبه نوعا ما قصة يونس عليه السلام مع الحوت حيث ذكر ربه باستمرار : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فغفر له الله و نجاه إلى شاطئ نينوى .

((وَلَنَبْلُوَنَّكُم حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ))