كانت الساعة السادسة صباحًا ، أستيقظت على صوت المنبه الكارثي ، كان يومًا كباقي الأيام ، ممل ، بطيء وبلا وظيفة مستقرة ، بدأت السير بعقل فارغ من الأفكار ، ذهبت الى الحمام ، يا للهول لماذا اعيش هكذا؟

توضيت وصليت صلاة الفجر على غير موعدها – كالعادة – ذهبت الى وظيفتي السيئة التي بدأت العمل بها مؤخرًا ، أطيع الاوامر ، أنسخ وأكتب الاخبار السريعة المليئة بالقتل فقط .

، مهلًا لم أتخرج من تخصصي الصحفي في الجامعه لأكون محررًا في أحد المواقع الأخبارية الاكترونية الحمقاء التي تطلب منا تلفيق الاخبار .

لا أستطيع إعالة نفسي جيدًا ، أنا ممتلئ بالديون ، والكراهية والملل والفراغ ، نظرت الى الساعه على كمبيوتري ، كان تاريخ 2011 ، أخبار الثورة السورية تملأ المكان ، ثم لمعت في ذهني فكرة ، الفيزا الى سوريا لاتتطلب سوى 12 دينار ! ،

سأذهب الى هناك وأبدء قصتي حول الثورة السورية ، وأكون صحفيا بحق ، يترك كرسيه الحديدي المزعج ويسافر عبر الاخطار وينقل الاخبار ، ويفعل واجبه الصحفي ....

جهزت نفسي بلابتوب صديقي ، و 500 دينار وكاميرتي المستأجرة ، وأنطلقت الى الحدود ، توقفت قليلًا عند مركز التحقق من الجانب الاردني طلب مني بعض الوثائق الثبوتية ، ثم سألني هل أنت تاجر؟ قلت لا !

قال هل لك أقارب في سوريا؟ قلت لا يارجل أنا صحفي - قلتها بفخر – فضحك قليلا وكأنه يقول في نفسه أنت مجنون ! ،

ركبت الحافله وأنطلقت الى درعا ، حيث كنت بموعد مع وكالة شام الأخبارية لأعمل كصحافي معهم ، كان خطئي الاول أنني عملت كصحفي الى جانب المتضاهرين الذين سيتحولون فيما بعد الى ثوار مدججين بالأسلحة ، تعاديهم الحكومة وتسعى لأبادتهم ، وبالتأكيد لن تعتبرني الحكومة السورية رجلًا صالاحًا لو أمسكت بي أو أستهدفتني .

للفترة الأولى كنت فرحًا للغاية ، بتعرفي على محمود – الملقب أبو مصعب الحر - ، الذي شرح لي الوضع ، وكان يرشدني الى المناطق الساخنة لأصور " الثورة العارمة من أجل الحرية " ، صورت الكثير من المقاطع ....ولفقت بعضها.

كان الأمور تحت السيطرة ، حتى ركبت سيارة خالد صمادي ، الذي كان "ناطق أعلامي " ، وفي أثناء المسير ، اوقفتنا سيارة للجيش السوري النظامي ،

أشرد يا غبي .... قالها لي خالد الذي فتح باب السيارة وفر هاربا ، تلقى 6 رصاصات أردته مصابًا ينزف الكثير من الدم ، الضابط السوري غضب كثير وقال لي ، تعال يا أبن الكلب.....

دقات قلبي تتسارع ، الجنود غاضبون ، مسكني الضابط وقال ليش ركدت ولا؟

قلت له ما ركضت ! ، هوياتك ، يقول الضابط

ههههههه أردني أنت ؟

نعم سيدي ، فتشوه قالها مستهترًا ، وجدوا الكاميرا ، وشاهدو مقاطع "الثورة " ، ضحك الضابط وضربني على وجهي صفعة تذكرني بصفعات معلم الصف الثالث رياض .

فقال لي ، عبدالله البريطاني باعثك يا كلب؟ والله لأخليك تعفن مع أمثالك.

يتبع..