"أريد أن أعود كما السابق"

عبارةٌ مافتئت وردة بترديدها، بينما أغصانها اتكأت على أحد الدروب المغبرة.

كانت كلما تبوح بذلك يتبعثر بعضاً من رحيقها الباهت على الأرضية الغير مستوية

في حين تندفع بعض النسمات العابثة بلطم وريقاتها بشيء من الحدة..

-"كيف لك أن تعودي كالسابق؟؟"

تسألها النسمات.

ترد الوردة:

-"أريد أن أعود لكأسي وأغفو فيه بهدوئي العتيق."

عندما قالت الوردة ذلك انتثر المزيد من رحيقها فتأوهت بألمٍ موجع.

النسمات لم يعجبها ذلك المشهد، لقد رأت أنه مبالغ فيه ونقاش غير مجدي

هبّت بدون اكتراث، وفي طريقها لطمت وريقات الوردة بحدة أكبر من السابق.

وفي وقتٍ لاحق من ذات الزمن.. هبّت النسمات نفسها على موعدٍ سابق قد رُسِم مشهده حول ضوء القمر البعيد، كانت هناك بعضاً من الهمسات مازالت عالقة في المكان لظليّن باهتين للغاية، هو يطلب ويقدّم ما رآه جميل ومناسب لذلك المشهد، وهي لا تعبأ به، أو ربما لم تكن منتبهة له!!

وكان هناك -أيضاً- هناكوجعٌ محيط ببعض الأركان المعتمة.. ووردة ملقاة على أحد تلك الأركان، تحمل وريقات ذابلة مبللة بدموعٍ انحدرت من مقلتينِ كئيبتين، وما تبقّى من رحيقها ذو العطر الباهت.