في وسط غرفة شديدة الظلمة كانت تتواجد شمعة أجبرها القدر

على التواجد هناك عانت من الوحدة والتهميش فلا أحد من البشر

اعتمد عليها لتنير مجلسه ، بل بالاحرى لم يكن بمقدورها ان تنير حياتها هي ايضا بالرغم من انها شمعة.

البشر كانوا يدخلون الى غرفة

تواجدها لغرض من الأغراض ويخرجون غير مبالين بها ولا بأهميتها

خاصة في عصرها الذي تضاءل فيه اعتماد الانسان على الشموع.

ظلت على تلك الحالة أيام بل سنوات الى ان فتح باب الغرفة ذات

يوم دخل منه رجل. لم تعر الشمعة لهذه اللحظة أي اهتمام وحافظت

على برودها وميأسها ، لقد ظنت ان هذا الرجل مثله كباقي الأشخاص

الذين يدخلون لغرفتها كل يوم، لكنها صدمت بعدما خطی خطوات

متوجها نحوها حملها بين يديه فأحست بالدفئ الذي لم تستشعره

من قبل وأدركت حينها أن تلك الليلة ستكون اخر لياليها . لم يمضي

وقت طويل حتى وجدت نفسها مشتعلة وموضوعة بعناية في

صحن صغير آنذاك سمح لها نورها بلمح قارورة نبيذ بدورها

موضوعة فوق طاولة لكن الذي أثار انتباهها وتركيزها هو الرجل

الذي كان جالسا يحتسي نبيذه والذي استند اليها لتأنس وحدته

وتضيئ مكانه. ظلت الشمعة تراقب هذا المشهد الذي تسلل خلسة

الى قلبها واعاد اليها بهجتها وعزز من قيمتها ، كل الشموع تبكي حزنا

الذوبانها الا بطلة قصتنا التي كانت دموعها تسيل فرحا ومتعة و

بالرغم كذلك من النار التي تأكل أحشائها تمنت أن تطول الليلة لتبقى

مستمتعة بمراقبة ذلك الرجل يتلذذ بنبيذه غارقا في همومه يبسم

وجهه أحيانا وأحيانا تصدر عنه تنهيدات ملؤها القلق والحزن. تحت

ظل هذه الأجواء بدأت الشمعة تناجي نفسها بحيرة كبيرة "ياله من

رجل غريب الأطوار ليتني أسبح في اعماقه لعلي أ

أكتشف

نوبات الفرح والقلق التي تتوالى عليه ، وياليتني انزع الغطاء عن

صمته بمشاركتي الحديت معه لايهم فيما المهم أن أبعده من اشباح

الوحدة القاتلة لكنني لا استطيع و

فأنا

مجرد

شمعة أرغمت على إضاءة

عتمات الليالي لا أن اسكن القلوب والانفس والخواطر ذابت الشمعة

بهدوء حاملة معها مشاعرها الجياشة التي لم تقدر على البوح بها

كما نام الرجل الذي تسبب بإعادة السعادة للشمعة دون أن يشعر بذلك...

مارأيكم؟؟ 😊