أتذكر أن قبل سنتين قال جايك دورسي المدير التنفيذي السابق لتويتر أننا لن نحصل أبدًا على زر تعديل في تويتر. ولكن لم يدم ذلك طويلًا لأنه من الواضح الآن أن الشركة قد غيرت أفكارها وسياستها بخصوص الموضوع فقد بدأوا بطرح زر التعديل للتجربة في خدمتهم المدفوعة.

تويتر بلو هي خدمة مدفوعة لها اشتراك شهري وبعض المميزات. أحدها هو الحصول على نسخة تجريبية من التعديلات مثل التي نحن بصددها الآن. 

 وبعدها خرجت الكثير من الآراء المؤيدة والمعارضة للفكرة بعضها أدعى أن التعديل هو أمر كان من الواجب حدوثه منذ زمن فهو موجود في بقية منصات التواصل منذ إنشائها! وبعضها شارك ميمز ونكات عن الأمر كون الشركة قد تأخرت في إصدار هذه الخاصية. 

ولكن الآراء التي لفتت انتباهي كانت بخصوص بعض المشاكل بسبب طبيعة تويتر ذاتها.

هذه المشاكل بخصوص تغيير التغريدات بعد انتشارها لعدد كبير من الناس مما قد يؤدي لنشر الأخبار المغلوطة. أو كتابة حدث جديد مكان تغريدة قديمة مثلما يحدث على فيسبوك مثلًا عندما نرى أحد المنشورات من 2010 يتوقع المستقبل ثم نكتشف أنه فقط معدل جديدًا! وأحيانًا لا نكتشف ذلك. 

بعض الناس اقترحت أيضًا أن تكون إمكانية التعديل لفترة محدودة وهذا يماثل نظامنا هنا في حسوب لكن ما قالته شركة تويتر أن المستخدم سيتمكن من التعديل بضع مرات في أول نصف ساعة من نشره للتغريدة. هل سيسبب هذا نفس المشاكل؟

تويتر بلا شك منصة تصل لمستخدمين كثر ومن السهل إنشاء التريندات وانتشارها هناك وهي منصة ربط بيننا وبين المشاهير وأصحاب الكلمة. وما يبدو أنه مجرد خاصة لتعديل الأخطاء الإملائية قد يحمل في طياته الكثير! خاصة في وسط لم يعتد من قبل عليه.

أعتقد أيضًا أنه سيكون بداية لسلسلة من الخواص التي ستجعل تويتر في النهاية لا يختلف عن أي منصة أخرى. فمثلًا هناك الآن خاصية تسمى "الدائرة" وفيها تختار مجموعة معينة من الأشخاص لتنشر تغريداتك فيما بينهم فقط. كيف يختلف ذلك عن مجموعات الفيسبوك مثلًا؟

 في النهاية أتساءل معكم هل يكون زر التعديل المطلب الذي أنتظره مستخدمو تويتر كثيرًا أم بداية عصر جديد من المشاكل العالمية؟ ولماذا تعتقدون أن خاصية صغيرة كهذه تحمل هذه الأهمية في طياتها؟