تحية طيبة و بعد ..

من بين أكثر القضايا المجتمعية التي استثير بشأنها النقاش و الجدل هي ( قضايا حقوق المرأة ) .. و ذلك طبيعي لأنه لو لم تكن المرأة مضطهدة بالفعل لما برزت الحاجة إلى منظمات و هيئات تبرز حقوقها و تدافع عنها .. و قد حصلت ملايين القصص الحقيقية المأساوية في حق المرأة ( كالإجبار و الإكراه على الزواج دون مراعاة سنها و مشاعرها و كذا التفريق بينها و بين الذكور في بعض الحقوق المستحقة ) و التي تم تحويل بعضها إلى مسلسلات تروي معاناة المرأة منذ ولادتها و رؤيتها للمعاملات المنحازة للذكور .. و قد كان الجاهليون القدامى يتشاءمون من ولادة الأنثى خوفا من العار و لك أن تتصور إلى أي مدى كان يعشعش الجهل و الظلم الذكوري و الانحياز ضد المرأة و يجعلها خادمة مطيعة للذكر في كل شيء تقريبا و إقصاء كامل شخصيتها و مشاعرها و حقوقها التي تستحقها ..

و بالتالي فإن ظهور حركات نسوية متطرفة تطالب بحق المرأة في الإستقلال التام و في حق العمل و في حق الدفاع عن النفس لم يكن ظهورا اعتباطيا بل يدل على أن المرأة مؤمنة و واثقة في أنها تستطيع الإستغناء عن وجود الرجل في حياتها تماما .. بحيث تمثلت أهم مطالب المرأة و الطفل في الحصول على ( حقوق الأمن النفسي و الجسدي من خلال السلام و إنهاء كافة أشكال و مظاهر الحرب و العنف انطلاقا من الأسرة التي عاشت بؤرة للتوترات و الصراعات التي كانت تتم بين الزوج و زوجته أمام مرأى و مسمع من الأطفال ) .. على رغم بساطته بقي هو المطلب الوحيد الذي لم يستطع تحقيقه الذكور الجشعون الراغبون في التعارك و الحروب حتى لو كان ذلك يتم على حساب تضرر نفسيات النساء و الأطفال .. و ظهور النسوية كحركات تشجع المرأة و النساء على الاستقلال المادي يعني بأن المرأة أو مجتمع النساء يستطعن الإعتماد على أنفسهن في تحقيق كافة احتياجتهن الحياتية .. و بالتالي فإن الذكور لم يعد لهم تمثيل جيد و دور إيجابي في حياة النساء .. بل إنهم أصبحوا مجرد رمز للجشع و الحروب و الدمار و الخراب و الموت و الأنانية .. و التي تتصادم مع حقوق و مطالب ( المرأة و الطفل ) في الأمان و السكينة و الهدوء و الاستقرار ..

سؤال للنقاش : هل تؤمنون بأن المرأة تستطيع الاستغناء عن خدمات الرجل ؟