مع انتهاء الثانوية العامة لعام 2021 ونجاح الطلبة, توجه الطلبة لجامعتي جامعة النجاح الوطنية وذلك للتسجيل بالعديد من التخصصات المتاحة, وكنت أنا متواجد في لجنة إرشاد الطلبة وذلك لتقديم زمام العون لهم, ولمساعدتهم في اختيار التخصصات, ولإجابتهم عن اسئلتهم.

ومع وجودي في هذه اللجنة, كنتَ مطلع وبشكل كبير على بعض النقاشات الدائرة بين الطالب وأهله, أتذكر جيداً الطالب الذي جاء ليسجل في تخصص الهندسة المعمارية, وكان يهمس لوالدته بإنه حقق حلمها وسوف يصبح مهندس! في هذه اللحظات كنت سعيد بسعادة هذه الأم.

وفي ذات الوقت .. مررت بمواقف مؤلمة, أتذكر جيداً الطالبة التي جاءت لتسجل في تخصص الصيدلة وعندما علم والدها بقيمة القسط قال لها ( إن شاء الله بقدر أدرسك يابا, أدعي الله يرزقنا لأقدر أدرسك) وعندما نظرت أليه قال لي بصوت محبط : ( أنا جار علي الزمن يا أبني, وانا عامل بناء وبدي أدرسها ولو كلفني الأمر أبيع كل ما أملك). صدقاً في هذه اللحظة شعرت بغصة في قلبي, أتطلع إلى حياة الفرد الفلسطيني المليئة بالأمل رغم الفقر ورغم الفساد ورغم الأحتلال.

ومن المواقف التي مررت بها .. قيام أب ببيع أرضه الوحيدة لتدريس أبنته في كلية الطب, أدهشني عندما قال لي (هاي أمي مش بس بنتي).

  • فاللهم ارزقني رضا أبي، اللهم إني أعوذ بك من عقوقه.

#أسامة_عيد