ظاهرة عزوف الناس عن مساعدة شخص في خطر في الشارع

أعتقد أن الخلل أصبح متأصل داخل اللاوعي، بمعنى أن من اعتاد فتح هاتفه لتصوير أي وكل شيء، هو فقد التواصل الشعوري مع الأحداث الواقعية، هو لا يراها سوى من خلال شاشة هاتفه

هذا السبب صحيح جزئيًا إيريني، فنحن مندفعون جزئيًا بسلوكياتنا اللاواعية، لكن ثمة جانب آخر هو سبب أيضًا لا يمكن تجاهله، نحن مندفعون أيضًا بنمط البيئة التي نعيش فيها، فإذا كان المجتمع فيها مجمعًا على سلوكيات وردود أفعال محددة فإنها تنتشر على الأغلب ويتبعها كثيرون وفقًا للسلوك المتأثر الجماعة، فمنذ عقود قريبة، كان في مثل تلك النزاعات يهب الجميع للفزعة كما يقولون على قلب رجل واحد، أما الآن فالمجتمع لم يعد على قلب واحد، بل بقلوب شتى "متنافرة"، فلسان حال الفرد يقول: لماذا أنا من سأفزع وحدي، لا دخل لي، أو إذا كان فضولي قليلا سيجلس على مقعد المشاهدة، وإذا كان أكثر درامية فسيخرج هاتفه ويوثق الحدث، والأهم أنه هنا لا يشعر بغرابة ولا بغربة ولا بانعدام إنسانية، لماذا؟ لأن هذا السلوك بات رائجًا في المجتمع والكثير يفعلونه، فما الذي سيجعل الإنسان يشعر بالغرابة والاستنكار إذا انسلخ من إنسانيته؟