أيّهم أفضل: الاصطدام مع حساسيات الناس بمساهماتي أم تقييد حرية طروحاتي؟ ولماذا؟

يعتبرك أنك تختلف معهم على طول الخط وهذا الأمر لا أعرف كيفية التعامل الصحيح معه 

تجاهل ولا تُناقش أبدا، فربما بنقاشك تزيد الخلاف، ولنتذكر أن بعض الناس لديهم جينات كيم يونج أون ذلك الشخص الذي يحكم كوريا الشمالية ... وهذه الجينات في كروموسوماتها ال46 كروموسوم زائد يكره المعارضة ويتضجر من النقاش. وللأسف لا يمكن تغيير الجينات إلا بتعديل وراثي هذا علميا لكن عمليا مع هذا النوع من الأشخاص لا يمكن حتى التدخل بالتعديلات الوراثية. فلا تتعب نفسك.

في خضم الحقوق المشروعة دائما ما تقف حدود حقوقك عندما تضر بالأخر فمثلا لديك كامل الحق لتعبر عن رأيك في دولة ما لكن يقف حد تعبيرك عن رأيك عندما تجرح شعور الاخر في حبه لبلاده مثلا أو التنقيص منها أمامه، لذلك اقتراح لمعالجة التعارضات في الحقوق البحث عن حلول متنوعة تلبي مصالح الجميع بأفضل طريقة ممكنة، وفي الوقت نفسه تجنب الحلول التي تعتمد على المفاوضات الصريحة التي قد تزيد من حدة الصراعات وتأججها، كما يمكن النظر في استخدام الوساطة للمساعدة في الوصول إلى حل وسط يلبي مصالح الأطراف المعنية، وكذلك البحث عن فهم مشترك للمشكلة واستخدام الإبداع في إيجاد حلول جديدة وفعالة، أظن أن باستخدام هذه الاستراتيجيات يمكننا تحقيق التوازن بين الحقوق بشكل يلبي مصالح الجميع بأفضل طريقة ممكنة وبدون زيادة في الصراعات أو المشاكل، والأفضل تحري العدل في تحقيق الحقوق.

في مصر والدول العربية بشكل عام لم أجد أي حوار يخص الأديان إلا كان فيه سيل من العبارات السيئة والانتقادات السلبية، ويأتي هذا بسبب قيام أحد الأفراد بمحاولة إثبات معتقد ديني لديه يتعارض مع معتقد غيره، وبغض النظر عن الصحيح أو الخاطئ منها يدخل مجموعة من الجهلة في الحوار ويعبرون عن آرائهم الخاطئة عن الدين فيصدقهم بعض الأشخاص، وهنا يحدث تشويش ويتراجع مستوى الإيمان لديهم، وهذا يعد فتنة كبيرة لذلك لا أفضل التحدث فيما يخص الدين أبداً على مواقع التواصل الاجتماعي أو في أي مكان نشك لحظة بأنه قد تحدث فيه فتنة.

لماذا تتم مناقشة هذه الأمور وكتابة المقالات وصناعة المؤتمرات والمناظرات والمحتوى..الخ في كل بلدان العالم بدون أن تأتي الفتنة؟ ولا تأتي إلا في بلادنا؟

من قال لك أنه لا تحدث فتنة في كل بلدان العالم؟ كل ما في الأمر أن بعض بلدان العالم لديها ضعف في الوازع الديني نتيجة انتشار أعلى درجات الفتن مثل الإلحاد، ولا يكترثون أصلاً بهذا الأمر، أما في بلادنا فالحمد لله لدينا إيمان بوجود الله سبحانه وتعالى ولدينا ضمير يجعلنا نخاف من الفتنة ونتقي الشبهات قدر الإمكان.

إذن تحدث الفتنة في جميع بلدان العالم ولكن هناك من يخاف من حدوثها، وهناك من لا يهمه الأمر.

وكيف يمكننا تطويره في بيئة حساسة مثل هذه التي نعيش برأيك؟

أرى أنه كل ما يمكننا فعله هو محاولة نشر الوعي بالحوار البناء ذو النتائج الإيجابية، ومن وجهة نظري الحل الوحيد هو الاهتمام بالجيل الجديد وتعليمه احترام الرأي وقبول الاختلاف لينشأ على ذلك.

الإجابات لن تعالج الموضوع نهائياً وتحاوره، بل تهاجم الطرح بذاته أساساً؟!

ما المشكلة من مهاجهة الطَّرح ما دمنا لم نتطرق لشخص الطَّارح؟! أنت نفسك حينما تطرح فكرة من أفكارك التي وصفتها بالاستفزازية، ستكون حينها تهاجم بفكرتك فكرة أخرى.

لحظة هنا نحن متفقين لا خلاف، فلن أكتب وأدجج المقال بالحجج والمصادر كأنني أشن حربا، ولكني أمتلك هذه المصادر ومطلع عليها بحيث من يريد أن ينقد ما أكتبه فأهلا به ليكون بيننا نقاش وأنا أقف على أرض صلبة، فمن غير المنطقي أن أكتب رأي بدون معرفة كيرة بما أقوله وأيضا من غير المنطقي أن أضع المصادر كلها وأتحدث من هذا المنظور لأنني في هذه الحالة لن أقدم رأيا بل أنقل ما قاله الأخرون وهنا سيحدث ما تقوله بالفعل سيتحول الشخص بدلا من الاستماع لوجه النظر إلى النفور التام والتحول إلى الدفاع أو الهجوم.