في كتابه" ممتلئ بالفراغ" ، يخبرنا عماد رشاد عثمان عن علاقة ضمنية بين السعي للمثالية والكمال وبين الإدمان وبالتالي الفشل، وهي العلاقة التي كابدتها طويلا في محاولتي للسعي وراء إجابة سؤال، لماذا أفشل في الريجيم أو الالتزام بالرياضة بعد مدة معينة، فما هو سر هذه العلاقة الخفية؟

إما أن أكون كاملا أو أن أكون فاشلا، هي العلاقة الشرطية في أغلب الأمور التي نتعرض فيها للإنكاس والفشل، فعندما نفكر بمثالية بأن الفعل كذا يجب أن يكون ب مستوى 100 بالمئة من الكمال، فسوف تصبح أي نتيجة أقل من هذه النتيجة غير مرضية بالضرورة، حتى لو كانت 80 أو 90 بالمئة، وهذا الشعور بعدم الرضا يدفعنا نحو سلوكات معينة، تهون علينا الشعور بالضيق والفشل، وسرعان ما تتحول هذه السلوكيات إلى عادة ندمن على القيام بها وتخلق إرتباط لحظي شرطي بين الفعلين، فعندما نفشل في تحقيق 100 بالمئة من النتائج في العمل أو الدراسة مثلا، هذا سيجعلنا نتجه نحو الإفراط في الأكل أو النوم كنوع من التخفيف عن فشلنا المتوهم، ومع الوقت يصبح الطعام إدمانا، وهذا الإدمان يمكن أن يخلق إدمان آخر عندما نحاول التخلص منه، فنجد أننا لكي ننسى إدماننا على للطعام مثلا نهرب إلى الإفلام، أو الإباحيات أو العلاقات الغرامية أو أي نوع أخر يمكن أن يعطينا شعور بالقوة المزيفة والفرح المؤقت.

في اللحظة التي نفكر في أننا يجب أن نكون مثاليين في الأكل أو الرياضة أو العمل، نحن نحكم على أنفسنا بالفشل المؤكد من غير وعي، ونربط أنفسنا بصور ضمنية للإدمان الذي يخفف عنا تعب الفشل، إذن في رأيك: ما هي أحسن طريقة للتخلص من داء المثالية للأبد؟